على الرغم من العلاقة العكسية بين مجموعات المقاومة في الضفة الغربية والسلطة بسبب ملاحقة أجهزة أمن الأخيرة لأعضائها وقياداتها، إلا أن العديد من مرتبات هذه الأجهزة لجأ إلى الانضمام لصفوف المقاومة، واستشهد بعضهم وهو يحمل سلاحه مقاومًا لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب متحدثين فإن انضمام مرتبات من السلطة لمجموعات المقاومة بالضفة ومن أبرزها عرين الأسود، أفشل وبكل وضوح مخطط الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" الهادف إلى تغير عقيدة أفراد هذه الأجهزة، وقد أصبح العديد من مرتباتها الأمنية يعملون سرًا لصالح المقاومة بدلاً من الاستمرار في سياسة التنسيق الأمني.
وقد استشهد عدد من أفراد وضباط أجهزة أمن ممن يعملون دون علم السلطة أو درايتها في مجموعات المقاومة، ومن بينهم الملازم أدهم ياسر توفيق عليوي (23 عامًا)، والنقيب تيسير محمود عثمان عيسة (33 عامًا) من جهاز الاستخبارات العسكرية، وكذلك الشهيد الضابط في الاستخبارات العسكرية أحمد نظمي علاونة.
كما استشهد بنيران جيش الاحتلال الضابط في الأمن سعود طيطي، من مدينة نابلس، شمالي الضفة، أول من أمس.
عشق المقاومة
وقال القيادي في فتح الانتفاضة عبد المجيد شديد: إن "جميع أبناء شعبنا يعشقون المقاومة، ويعون جيدًا أن هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة والكفاح المسلح".
وأضاف شديد لـ "فلسطين: "بعض أفراد أجهزة أمن السلطة في الآونة الأخيرة انخرطوا في صفوف المقاومة، لأنهم وصلوا إلى مرحلة أدركوا فيها أن السلطة لن تجلب لهم إلا المزيد من التنسيق الأمني والاعتقالات السياسية والاستيطان".
وتابع: إن "عناصر الأجهزة الأمنية الذين انضموا وانخرطوا في مجموعات المقاومة بإمكانهم إعادة المجد إلى حركة فتح عبر أعمال المقاومة التي انطلقت على أساسها".
ودعا شديد أبناء وكوادر حركة فتح والأجهزة الأمنية إلى أن يحذو بطريقة مماثلة للتي اتجه بها هؤلاء الشرفاء من أبناء السلطة بحمل البندقية، والتصدي للاحتلال وقواته الخاصة؛ دفاعًا عن المواطنين.
وأكد أن الاحتلال لا يفرق بين أبناء حماس وفتح، والمطلوب اليوم الانخراط في صفوف المقاومة دفاعًا عن أقصانا ومقدساتنا.
اقرأ أيضاً: متحدثون: المقاومة بالضفة تعدَّت حدود الاجتثاث والسلطة والاحتلال فشلا في النيل منها
من جهته، قال أمين خازم، شقيق المطارد من مدينة جنين فتحي خازم، والذي عمل ضابطًا في أمن السلطة أيضًا: إن انضمام بعض أفراد الأجهزة الأمنية إلى صفوف المقاومة جاء للدفاع عن المقدسات بالكفاح المسلح ضد ما يرتكبه الاحتلال من جرائم وانتهاكات.
وأضاف خازم لـ "فلسطين": إن "الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه ومن يدعمه حول العالم، حاولوا جميعًا أن يزرعوا في عقل المواطن الفلسطيني نسيان المقاومة وعدم التوجه إليها، اعتقادًا منهم أن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن ما يتحقق على الأرض مخالف لذلك".
وأشار إلى أن جميع الجهود التي بذلت من أجل تغير العقيدة الوطنية للمواطن الفلسطيني سواء كان يعمل في جهاز أمني أو مواطن عادي، فشلت فشلاً ذريعًا، وأكد أن ما يجري في الضفة الغربية ليس عفويًّا اليوم، وهو دفاع عن القدس والأقصى ولحماية المواطنين في الأراضي المحتلة.
مسؤولية الاحتلال
من جهته، قال الناشط جميل البرغوثي: إن الاحتلال يتحمل المسؤولية عما يجري في القدس والضفة الغربية من تصاعد استيطان وسيطرة على أراضي المواطنين.
وأضاف البرغوثي لـ "فلسطين": إن تكثيف الاعتداءات على المسجد الأقصى وأماكن العبادة الأخرى صعد من هبة المقاومة بالضفة الغربية، تزامنًا وانتشار الحواجز والاعتداءات والاعتقالات والاغتيالات كذلك.
وقد أدى ذلك إلى التحاق بعض أبناء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ممن يملكون حسًّا وطنيًّا إلى مجموعات المقاومة دون علمها، للحيلولة دون قطع رواتبهم أو اعتقالهم.
ورأى أن هذه الظاهرة ستزداد مع استمرار تحريض وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، ضد الأسرى في سجون الاحتلال، وكذلك بسبب تحريضه على استمرار اقتحام المسجد الأقصى المبارك.