السؤال/ مـا هي فـضـائلُ الْمُـحـافـَظَـةِ على صَـلاةِ أربَعِ ركَـعـاتٍ قـبلَ صـلاةِ فَـرضِ الظُّـهـر، وهي مـا تُعـرَفُ بالسُّـنـُّةِ القَـبْـلِـيَّـة؟

الجـواب/ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً/  إنَّ صلاةَ أربَعِ ركعاتٍ قبلَ صلاةِ فرضِ الظـُّهْرِ هي سُنـَّةٌ مؤكدةٌ، ويَظهَرُ ذلك مِنْ ثلاثةِ وجُوهٍ:

الأول/ ثـُبوتُ صلاةِ هذا العَدَدِ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنـَّهُ كانَ يُصَلِّيهِنَّ في بَيتِهِ قبل الْخُروجِ لِصَلاةِ الفَريضَةِ في الْمسجد؛ فعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ رضي الله عنه قَالَ: سَألْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ عَنْ تـَطَوُّعِهِ، فَقَالَتْ: " كَانَ يُصَـلِّي فِي بَـيْـتِي قَـبْـلَ الظُّهْرِ أرْبَعـاً، ثُمَّ يَخْـرُجُ فَـيُصَلِّي بِالناسِ" أخرجه مسلم.

والثاني/ مُدَاوَمَةُ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى صلاتِهِنَّ، وعَدَمُ تـَركِهِنَّ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ النبِي صلى الله عليه وسلم " كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعـاً قَـبْـلَ الظُّهْـرِ، وَرَكْـعَـتَيْنِ قَـبْـلَ الْـغَـدَاةِ ــ أي الفجر ــ " أخرجه البخاري.

والثالث/ قضَاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِهذهِ الرَّكَعَاتِ إنْ فَاتـَتْهُ؛ فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم " كَـانَ إِذَا لَمْ يُـصَـلِّ أرْبَـعـاً قَـبْـلَ الظُّـهْـرِ صَلاهُـنَّ بَـعْـدَهُ " أخرجه الترمذي.

ثانياً/ هذه الرَّكَعاتُ الأربعُ لها مزايا عظيمةٌ، ورُتَبٌ عَلِيَّةٌ، تَظهَرُ في تلك الفضائل الأربع:

 (1) إنـَّها تـُصَـلَّى فـي ساعَـةٍ تـُفْـتَـحُ فِـيهَـا أَبْـوَابُ السَّمَـاءِ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَـانَ يُـصَـلِّي أَرْبَـعـاً بَـعْـدَ أَنْ تَـزُولَ الشَّمْسُ قَـبْـلَ الظُّـهْـرِ، وَقَـالَ: " إِنَّـهَـا سَاعَـةٌ تُـفْـتَـحُ فـيـهَا أَبْـوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِـبُّ أَنْ يَصْـعَـدَ لِي فـيـهَا عَـمَـلٌ صَـالِـحٌ " أخرجه الترمذي وَحَسَّنَه، وأخرج نـحوه أبو داود وغيره عن أبي أيوب رضي الله عنه.

 (2) إنـَّها تـُعْـدَلُ بِصَـلاةِ السَّـحَـرِ؛ فعَنْ ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: " أَرْبَـعُ رَكَـعَـاتٍ بَـعْـدَ الـزَّوَالِ قَـبْـلَ الـظُّـهْـرِ يُـعْـدَلْـنَ بِصَلاةِ السَّـحَـرِ " أخرجه الترمذي وغيره.

وصلاةُ السَّحَرِ: هي صلاةُ القيامِ، في الْجزءِ الأخير مِن الليل، الذي يَسبِقُ بُزوغَ الفجرَ.

(3) إنَّـهـا نَـجـاةٌ مـن الـنـار، لِـمَـنْ حافـظ عَـلَـيـهِـنَّ قـبل صلاةِ فرضِ الظُّـهـر، وعلى مِـثـْلِـهِـنَّ بَـعـدَه؛ فعَنْ أمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَافَـظَ عَلَى أَرْبَـعِ رَكَـعَـاتٍ قَـبْـلَ الظُّـهْـرِ، وَأَرْبَـعٍ بَـعْـدَهَـا، حَـرَّمَـهُ الله عَلَى الـنَّـارِ " أخرجه أصحاب السنن.

(4) إنها ثـمَـنٌ لِلـفـوز بـِبَـيْـتٍ فـي الـجَـنـَّةِ، لِمَنْ حـافـظ عـلـيـهِـنَّ فـي جُـملـة السُّـنـَنِ الـرَّاتِبـة؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ ثَابَـرَ عَـلَى ثِـنْـتَـيْ عَـشْـرَةَ رَكْـعَـةً مِنْ السُّـنَّـةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَـيْـتـاً فِي الْجَـنَّـةِ؛ أَرْبَـعِ رَكَـعَـاتٍ قَـبْـلَ الـظُّهْـرِ، وَرَكْـعَـتَيْنِ بَعْـدَهَا، وَرَكْـعَـتَيْنِ بَـعْـدَ الْمَغْـرِبِ، وَرَكْـعَـتَيْنِ بَعْـدَ الْعِـشَـاءِ، وَرَكْـعَـتَيْنِ قَـبْـلَ الْـفَـجْـرِ " أخرجه الترمذي غيره.

ثالثاً/ كَيفِيَّةُ صَلاتِهِنَّ:

تـُصَلَّى هذه الرَّكعَاتُ الأربعُ ركعَتَيْن ركعَتَيْن بتسليمَتَيْن، كغَيـرِهِنَّ من نوافلِ الليل أو النهار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ اللَّيلِ والنَّهار مَـثـنى مَـثـنى" أخرجه الترمذي وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما.

مفتي محافظة خان يونس

الشيخ/ إحسان إبراهيم عاشور