فلسطين أون لاين

تقرير لليوم الـ14.. حصار إسرائيلي على الأغوار الشمالية يفاقم معاناة المواطنين

...
رام الله-غزة/ جمال غيث:

ساعات طويلة قضتها الستينية وفاء خضيرات لاجتياز حاجز "تياسير" العسكري، قبل أن تتمكن من الوصول إلى طبيبها الخاص في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد تعرضها لوعكة صحية.

وأفادت بخروجها من منزلها عند الساعة السابعة صباح الخميس الماضي، قاصدة مدينة نابلس لغرض العلاج دون أن يسمح لها باجتياز الحاجز إلا عند الساعة الحادية عشرة والنصف، الأمر الذي زاد من معاناتها الصحية.

ومنذ خروجها الأخير من منزلها قبل أسبوع، تعمل خضيرات "ألف حساب" عند خروجها من منزلها من قرية "عين البيضا" في الأغوار الشمالية، بسبب الحاجز الذي يشهد أزمة مرورية كبيرة أسوة بحاجز "الحمرا" الذي يصل منطقة الأغوار الشمالية ببقية محافظات الضفة الغربية المحتلة.

وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ14 على التوالي حصارًا مشددًا على الأغوار الفلسطينية، وتغلق غالبية الطرق المؤدية إلى التجمعات والأراضي الزراعية، إضافة إلى تشديد الإجراءات العسكرية على حاجزي "الحمرا" و "تياسير" تحت ذرائع أمنية.

ويأتي هذا الحصار الخانق وفقًا لمزاعم الاحتلال بعد عملية إطلاق النار قرب حاجز "الحمرا"، والتي أدت إلى مقتل 3 مستوطنات في 7 إبريل الجاري.

وأكدت خضيرات أن الحصار العسكري على الأغوار يفاقم من معاناة المواطنين، ويعقد تفاصيل حياتهم المعيشية من أجل الوصول إلى أماكن عملهم أو مزارعهم أو حتى وصول الطلبة إلى جامعاتهم في شمال الضفة.

سجن جديد

وباءت جميع محاولات عبد الله خالد من أجل الوصول إلى أماكن عمله في مدينة نابلس بالفشل، بعد إغلاق الاحتلال حاجز "الحمرا" وبعض الطرق الالتفافية بمنطقة الأغوار الشمالية.

ويخشى خالد (47 عامًا) الذي يعمل في أحد المحال التجارية، ويعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد، أن يخسر عمله لتأخره يوميًّا عدة ساعات على الحاجز العسكري.

وقال: إن الاحتلال منذ نحو أسبوعين عزل منطقة الأغوار الشمالية عن العالم الخارجي، وأغلق جميع المداخل، وبدأ يضيق الخناق على سكانها ما أعادهم بالذاكرة إلى عام 2000م، عندما عزلت سلطات الاحتلال منطقة الأغوار عن مدن الضفة الغربية بحاجزين عسكريين، وهما "الحمرا"، و "تياسير".

وأضاف: يوميًّا نشاهد طوابير المركبات والمواطنين بانتظار المرور عبر تلك الحواجز العسكرية.

ويعتقد أن الاحتلال يعتزم من وراء التضييق على الأهالي السيطرة على نقاط إستراتيجية على المرتفعات الجبلية، وعلى غور الأردن، وتهجير سكانه منه.

ولفت إلى أن إجراءات الاحتلال العسكرية طالت مداخل الأغوار، وأغلقت بعض الطرق الالتفافية، أبرزها سهل البقيعة والأغوار الشمالية، وهو ما أدى لأضرار لحقت بالمزارعين لعدم تمكنهم من الوصول إلى أراضيهم بسبب مكوثهم على الحواجز ساعات طويلة.

ويشكو محمد حجاج من استفزازات جنود الاحتلال المتواجدين على الحواجز، والذين يمارسون القمع والإذلال بحق المواطنين ويدققون في بياناتهم الشخصية، ويحتجزون بعضهم ساعات طويلة.

وذكر حجاج أن معاناة الأهالي تزداد يومًا بعد الآخر في ظل محاولات الاحتلال التحكم في الحواجز، ومنعهم من الوصول إلى أماكن أعمالهم أو التنقل من مكان لآخر.

سياسة قديمة

وأكد الناشط ضد الاستيطان فارس فقها، أن سلطات الاحتلال تضيق الخناق على سكان منطقة الأغوار في محاولة منهم لسلب أراضيهم وتهجيرهم منها.

وقال فقها، وهو باحث ميداني في مؤسسة الحق لصحيفة "فلسطين": إن الأهالي يعيشون حياة أشبه بالتي عاشوها بداية الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، كإنشاء الحواجز العسكرية وإغلاقها ساعات طويلة ومنع الأهالي من حرية التنقل والحركة والتدقيق في هوياتهم الشخصية بزعم البحث عن مطلوبين.

وأضاف: الاحتلال منذ نحو أسبوعين شدد من إجراءاته العسكرية على حاجزي "تياسير والحمرا" العسكريين، وبات يفتح ويغلق الحاجز على أهوائه، فأصبح التنقل من خلالهما صعبًا جدًا، وبتنا نشاهد طوابير المركبات.

وبين أن الحواجز الإسرائيلية تضيق الخناق على الفلسطينيين كونها وضعت في مناطق حساسة بهدف تضييق الخناق على الأهالي.

وأشار فقها إلى أن سكان الأغوار وطوباس ونابلس هم الأكثر تضررًا من الحصار العسكري المشدد، والذي ألقى بظلاله السلبية على المنتجات الزراعية وتسويقها.