إن الحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل هو معركة شاقة. كما أن العوامل الهرمونية والأيضية والعصبية التي تنظم وزن الجسم، تعني أنه يمكن أن يكون مسألة بيولوجية أكثر من مجرد قوة الإرادة.
ويعتبر أحد أكثر الجوانب المحبطة للكثيرين هو تقييد السعرات الحرارية، حيث يستعيد من فقدوا الوزن بعد اتباع الحميات الغذائية نصف الكيلوغرامات المفقودة في غضون عامين، وحوالي 80% بعد خمس سنوات. ويمكن أن يتصور البعض أنه فشل شخصي ويمكن أن يكون له آثار جسدية وعاطفية ونفسية طويلة الأمد، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Cell Metabolism.
أخبار سارة
في هذا الشأن، نجح باحثون في معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي MPIMR وكلية الطب بجامعة هارفارد في تحديد تغير مهم في المسارات العصبية في الدماغ يحدث عند اتباع نظام غذائي، مع إشارات أقوى بكثير تنتقل إلى الأعصاب التي تتوسط الشعور بالجوع.
ويمكن أن تساعد إمكانية منع هذه الإشارات في أن يتمكن العلماء من تطوير علاجات تساعد الأشخاص بشكل أفضل في الحفاظ على وزنهم.
تغييرات في الدماغ
من جانبه، قال هيننغ فينسيلو، الباحث في MPIMR والذي قاد الدراسة: "تركز الأبحاث بشكل أساسي على الآثار قصيرة المدى بعد اتباع نظام غذائي"، لكن ما حرصت الدراسة الأخيرة على التركيز عليه هو رصد التغييرات في الدماغ على المدى الطويل.
وأظهرت الدراسات السابقة كيف أن تحفيز الخلايا العصبية يؤدي إلى زيادة حادة في استهلاك الطعام. واكتشفوا أن المسارات العصبية المؤدية إلى الخلايا العصبية AgRP تضخمت عندما كانت فئران المختبر تتبع نظام غذائي وبقيت عند تلك المستويات المُتضخمة، مما أدى إلى أن إشارات الجوع الشديد تسببت في زيادة تناول الطعام وزيادة أسرع في الوزن.
خلايا الجوع العصبية
كما قال الباحث المشارك برادفورد لويل من كلية الطب بجامعة هارفارد: "يزيد هذا العمل من فهم كيفية سيطرة مخططات الأسلاك العصبية على الجوع".
وتابع "لقد اكتشفنا سابقًا مجموعة رئيسية من الخلايا العصبية الأولية التي تتشابك جسديًا مع الخلايا العصبية للجوع AgRP وتثيرها.
في دراستنا الحالية، توصلنا إلى أن اتصال الناقل العصبي الفيزيائي بين هذين العصبين، في عملية تسمى اللدونة المشبكية، يزيد بشكل كبير مع اتباع نظام غذائي وفقدان الوزن، بما يؤدي إلى جوع مفرط طويل الأمد.
وعندما منع الباحثون الاتصال بين تلك الخلايا العصبية، انخفض نشاط AgRP وكانت استجابة فئران المختبر أكثر تنظيمًا لتناول الطعام. ليس من المستغرب أن يؤدي ذلك إلى زيادة أقل في الوزن بشكل ملحوظ.
وشرح فينسيلو أن نتائج الدراسة تعطي تفسيرًا وتمنح فرصة لتقليل تأثير التأثير المتذبذب لتقييد السعرات الحرارية. وعلى المدى الطويل، فإن الهدف هو الوصول إلى تطوير علاجات للبشر يمكن أن تساعد في الحفاظ على وزن الجسم بعد اتباع نظام غذائي.