قبل مئة يوم حينما تشكلت حكومة الإحتلال وصفها الجميع بأنها الأكثر تطرفًا والأعمق عنصريةً، كتبت في منصات التواصل الإجتماعي :
(لعله خير) لنعرف نلعب ضد من.
وعندما اقتحمت عصابات الاحتلال المسجد الأقصى على مدار الأسبوع الماضي وما زالت مستمرة ، أعدت الكتابة في نفس المنصات " لعله خير" .
والذي يتابع المشهد الميداني منذ مئة يوم يدرك كم هي الدلالات الواضحة لكلمة لعله خير، واليوم في هذا المقال نسجل أهم الدلالات والأسباب التي جعلت سلوك الاحتلال بالرغم من القسوة والظلم والعنصرية واللاإنسانية هو خير للقضية الفلسطينية، ونسوق أهم الدلالات والأسباب:
١- تعميق الفرقة الداخلية للمجتمع الصهيوني وتعاظم الانقسامات الاجتماعية والدينية والسياسية والفكرية الأمر الذي ظهر جليًّا في الإعلام والميدان.
٢- كشف زيف أن الإحتلال واحة حضارية ودولة قانون وممارسة الحريات الأمر الذي كرسه محاولات الحكومة في التلاعب بالقوانين والقضاء وحركة الشارع المعارضة.
٣- إفساد مشاريع دمج الكيان كصديق في المنطقة وتعكرت صور التطبيع وإن كانت انتشرت نسبيًا وتأثرت نسبيًا.
٤- تعاظم الفعل الثوري والمقاوم بكل الأساليب من الصاروخ إلى الكلمة في كل فلسطين التاريخية وخاصة في القدس والضفة.
٥- شكل المشهد دافعًا إضافيًا متجددًا لعلوّ الصوت الإيجابي المفترض للدول العربية والإسلامية لما تمثله مكانة المسجد الأقصى الدينية.
٦- بانت المواقف الدولية الشعبية منها والرسمية الرافضة للسلوك الهمجي للاحتلال .
وبذلك نؤكد على أن تهديدات الإحتلال يومًا بعد يوم تتحول إلى فرص لفعل الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه المسلوبة.
بقي أن نؤكد على مسألة مهمة جدًا في قراءة المشهد في فلسطين وهي أن تقديرات الفعل المتوقع من الاحتلال دائمًا تأخذ معنى اليقظة والتحذير وأن التقديرات يجب أن تكون مبنية على مكر الاحتلال وعدم الأمان ولكن يجب أن تكون التقديرات مبنية على مواقف ومعلومات والحذر من نشر الخوف والرعب في الجبهة الداخلية الفلسطينية .
وندعو إلى التوازن الواقعي في اللغة والخطاب والسعي في أدائنا الإعلامي والسياسي أن نحقق التماسك في الجبهة الداخلية والتأثير سلبيًا في جبهة الاحتلال ونشر الرواية الفلسطينية الحقيقية في المجتمع العالمي.
ونعيد مقولتنا في قراءة المشهد: لعله خير.