نشرت كتائب القسام مقطع فيديو يوثق استهداف مقاتليها للطيران الحربي الصهيوني بعدد من صواريخ أرض جو في سماء قطاع غزة بعد استهداف طيران العدو لطائرة مسيرة للقسام. هذا الفيديو يعد من أبلغ الرسائل الرمضانية التي أرسلتها المقاومة الفلسطينية للمحتل الإسرائيلي في هذا الشهر المبارك، هذه الرسالة تعني أن الغارات الجوية على قطاع غزة لن تكون سهلة بعد الآن، بل وقد تصبح مغامرة مكلفة جدًا مثلها مثل الاجتياحات البرية للقطاع التي باتت شبه محرمة على الدبابات الاسرائيلية.
قبل يومين حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية دولة الاحتلال (إسرائيل) من نتائج انتهاكاتها في الضفة الغربية والقدس واقتحامات المسجد الأقصى، مؤكدًا أن الحركة تتحرك في ثلاثة مسارات من ضمنها تصعيد الجبهة ضد الاحتلال من خلال استمرار المقاومة في تطوير قدراتها في الضفة وغزة، وهذا الكلام تم تأكيده أكثر من مرة وآخرها من خلال ما تم عرضه في فيديو كتائب القسام المشار إليه آنفا، وكذلك من خلال أعمال المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس، والتي كان من ضمنها استهداف المقاومة الفلسطينية لمستوطنة في جنين واحداث اضرار مادية ونفسية بالغة، وكذلك التصدي للمستوطنين في الخليل وغيرها من مناطق الضفة، حيث أصبحت أعمال المقاومة فيها يومية وشاملة لجميع المناطق تقريبا، وهذا ما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى القول بأن الضفة الغربية خرجت عن سيطرة الاحتلال وعن أي مؤامرات أمنية في المنطقة.
اقرأ أيضاً: "حماس": قصف غزة محاولة فاشلة لن تمنع مساندة المقاومة لأهل القدس والضفة
قادة الكيان الاسرائيلي من خارج الحكومة الحالية يأخذون تحذيرات المقاومة على محمل الجد واستمرار الانتهاكات وأعمال القتل والاستيطان وتدنيس المسجد الأقصى يخيفهم لأنه حتما سيؤدي الى جولة جديدة من الصراع، ولكن الانقسام الإسرائيلي الداخلي والتناقض القائم بين حكومة المتطرفين من جهة والشارع الإسرائيلي والمؤسسات الاسرائيلية من جهة اخرى تسبب في الفوضى وعدم ضبط المستوطنين والمتطرفين في الضفة الغربية، ولهذا فإن رد فعل المقاومة والشارع الفلسطيني يزداد ويتصاعد بوتيرة عالية يوما بعد يوم وقد يصل ذروته خلال شهر رمضان المبارك فتندلع انتفاضة شاملة أو جولة جديدة من سيف القدس اذا ما استمرت الجرائم والاستفزازات الاسرائيلية.
نحن نؤكد أن الأوضاع في الضفة الغربية في حالة غليان غير مسبوقة، ولا يغرن الكيان الاسرائيلي ما يقدمه من تسهيلات مزعومة للفلسطينيين فهي لن تكون كافية لنزع فتيل الحرب، كما لا يغرنه ما يقوم به بعض مخاتير الغفلة والذين يعملون افطارات تطبيعية يستضيفون فيها المجرمين والقتلة من المستوطنين كما حدث في مدينة خليل الرحمن، فهؤلاء لا يمثلون الشعب الفلسطيني ولا أي من فصائله سواء المقاومة أو غير المقاومة، ورسائلهم زائفة وهم في نظر الشارع الفلسطيني منبوذون و خارجون عن الصف الوطني.