فلسطين أون لاين

أدّت لإصابة 3 جنود إسرائيليين

تقرير الشهيد "محمد برادعية".. تمرّد على التنسيق الأمني ونفّذ عملية دهس في الخليل

...
الشهيد محمد برادعية- أرشيف
الخليل- غزة/ نور الدين صالح:

تمرّد على أوهام التسوية ورفض مدّ أغصان الزيتون لعدو يقتل أبناء شعبه ليتخلخل بيت السلطة، فراح يُعيد رجل الأمن محمد برادعية اتجاه مسارها الصحيح وهو يدهس بسيارته جنود جيش الاحتلال ويدوس كلّ الاتفاقيات الأمنية.

الشهيد برادعية (23 عامًا) ابن مدينة الخليل بالضفة الغربية، لم يقبل الضّيم وعنجهية الاحتلال ضد أبناء شعبه، فما أن انتهى من تناول طعام الإفطار الأخير مع عائلته مع غروب شمس يوم السبت الماضي، وانطلق بسيارته كعادته حتى ظنّت عائلته أنه مُتوجّه لصلاة التراويح برفقة أصدقائه.

حينما اقترب من تجمع لجنود الاحتلال وهم مدجّجون بالسلاح قرب منطقة بيت أمر، رجع بذاكرته وهو ينظر لذاك السلاح فتذكّر أن يُوجّه ضد أبناء شعبه، فأسرع بسيارته وداسهم، وأصاب ثلاثة منهم، أحدهم حالته خطيرة، ثم ارتقى شهيدًا.

"محمد كعادته تناول الإفطار معنا وطلع من البيت دون علمنا، وكنا نظنُّ أنه مُتوجّه لأصدقائه لصلاة التراويح ثم سيعود للبيت كما يفعل منذ بداية شهر رمضان"، يروي والد الشهيد "رائد برادعية" اللحظات الأولى قبيل ارتقاء نجله.

لم يمضِ سوى نصف ساعة على خروج "محمد" حتى ذاعت وسائل إعلام فلسطينية أنّ عنصرًا من جهاز الأمن الوطني التابع للسلطة نفّذ عملية دهس بطولية في الخليل، حينها صمت الوالد المكلوم "رائد" وبدأ يتابع الأحداث، فزاغ بنظرته نحو إحدى الفيديوهات المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الشكوك راودت والده "رائد" الذي يعمل ممرضًا في الخدمات الطبية العسكرية التابعة للسلطة في بادئ الأمر كما يحكي لمراسل صحيفة "فلسطين" عبر الهاتف، "أول ما شُفت الفيديو صار عندي شكوك، خاصة لما شفت السيارة".

صمت لعدة دقائق ثم صدمة، هكذا بدا المشهد بين أرجاء العائلة، بعدما ذاعت وزارة الصحة الفلسطينية اسم منفذ العملية وهو "محمد برادعية". يقول والده "لم أتخيّل أنّ محمدًا ذاهب لتنفيذ عملية دهس"، فلم يجد أمامه كلمات تُعبّر عن هول المشهد، فأخذ يُردّد "الله يرحمه".

ويعمل برادعية في جهاز الأمن الوطني التابع للسلطة في الخليل، منذ عامين بعدما تخرّج من تخصص "الكلية الحربية" في دولة بنغلادش.

قبل أن ينطلق "برادعية" لتنفيذ عملية بساعات قليلة نشر قصة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أنشودة أبرز كلماتها "وطلبنا الجنّة وأبوابها"، أرفقها مع مقطع مرئي للمسجد الأقصى، في تعبير واضح عن حبه وانتمائه لوطنه. 

يُلملم "برادعية" جراحه ويحكي بقلبه المكلوم عن آخر لحظاته مع نجله محمد "كنا قاعدين على مائدة الإفطار بعد ما عُدنا من عملنا للبيت، وكنت أُقدّم له ولأبنائي الأربعة الطعام كعادتي منذ بداية شهر رمضان".

ويقول عن صفات نجله "هو شخص هادئ ومحبوب من العائلة ويتميز بكثرة مزاحه مع العائلة".

وفي نهاية حديثه لم يجد كلمات تسعفه لتُعبّر عن حالة الحزن التي تُخيّم عليه وعائلته فاكتفى بقوله "حسبنا الله ونعم الوكيل.. ونسأل الله أن يتقبله في الفردوس الأعلى".

اقرأ أيضًا: حماس تنعى الشهيد برادعية وتدعو عناصر الأمن لتصعيد العمليات ضد الاحتلال

وبارتقاء الشاب برادعية، ترتفع حصيلة الشهداء منذ مطلع العام الجاري إلى 92 شهيدًا بينهم 17 طفلًا وسيدة، وشاب من قرية حورة في النقب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.

وفي وقتٍ سابق، أعلنت وسائل إعلام (إسرائيلية)، أنّ ازدياد مشاركة عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الهجمات في الضفة الغربية المحتلة يُقلق المؤسسة الأمنية والعسكرية (الإسرائيلية).

كما أشارت وسائل إعلام (إسرائيلية)، إلى أنّ المؤسسة الأمنية عاجزة عن إيجاد ردٍّ تكتيكي أو إستراتيجي لمواجهة موجة العمليات الفلسطينية المرتقبة.

ورجّح محلل الشؤون العربية في القناة "13" (الإسرائيلية)، تسفيكا يحزكليي، أنّ موجة العمليات الفلسطينية المرتقبة ستتزايد خلال شهر رمضان، لافتًا إلى أنّها ستأتي من مواطني القدس الذين يستخدمون بطاقات هوية زرقاء ولوحات سيارات صفراء.