الشمس لا تُغطى بغربال. تلكم حقيقة تاريخية تكشف فشل من يزعم قدرته على مواجهة الحقيقة بمزاعم وانحرافات. تلكم الحقيقة التي تجسدها العبارة، مثل موروث يجسد الحالة الفلسطينية التي سكنت نتائج اجتماعي (العقبة وشرم الشيخ) الأمنيين، اللذين شاركت فيهما (إسرائيل) وأميركا والسلطة وأطراف عربية.
أما كيف نفهم العلاقة بين المثل والحالة السياسية الفلسطينية فنقول: إن ممثل السلطة في اللقاءين زعم أن (إسرائيل) ستجمد الاستيطان، وستصرف حقوق السلطة المالية من الضرائب، ولم يتعرض ممثل السلطة للواجبات الأمنية المناطة بالسلطة تلبية لمطالب (إسرائيل)، وبعد أسابيع من نشر السلطة لهذه المزاعم تُفاجئنا تقارير (أميركية وفلسطينية) أن (إسرائيل) لم تنفذ سلسلة من الإجراءات (الصغيرة) لتعزيز السلطة في شهر رمضان بحسب اتفاق العقبة ثم شرم الشيخ.
الإجراءات (الصغيرة) التي ذكرتها المصادر الأميركية تتعلق بضريبة المحروقات، وضريبة جسر الملك حسين، ولست أدري كم هي القيمة العددية المالية لهذه الضرائب، ولكن أوافق على وصف المصادر الأميركية بأنها (صغيرة). وأقول أيضا: إنها استحقاقات فلسطينية في الأصل، بموجب اتفاقيات سابقة. هذه الإجراءات الصغيرة لم تنفذ حتى تاريخه بحسب الطرف الفلسطيني؛ لأن سموتريتش يعرقل إجراءات التنفيذ، وكأن الطرف الفلسطيني يقول: نتنياهو جيد، وسموتريتش شيطان!
القصة بحسب ما نقلته مصادر صحفية أميركية في تقاريرها الذاتية، وفي منقولاتها عن الجانب الفلسطيني، تكشف لنا أن السلطة الكاذبة كانت تغطي شمس الحقيقة بغربال، حين زعمت أن اجتماعي العقبة وشرم الشيخ حققا نتائج جيدة للفلسطينيين، وبعد أسابيع كذب الطرف الفلسطيني نفسه، فلا نتائج جيدة، ولا مقبولة، لذا ذهب هو يشتكي للطرف الأميركي عدم تنفيذ حكومة نتنياهو تعهداتها الصغيرة، التي هي مجرد أموال قليلة!
الطرف الفلسطيني لم يتحدث في تقريره وشكواه عن الاستيطان، والأقصى، واقتحامات مناطق (أ). كل حديثه عن حفنة من أموال الضرائب ليس إلا، وعليه نقول لكل من يخدع الشعب الفلسطيني بتصريحات إعلامية أنت جاهل، وأنت كمن يغطي الشمس بالغربال، لأن حقيقة الحقائق تتكشف في فلسطين دومًا، لا لأن الفلسطيني يملك درجة عالية من الوعي والتجربة فحسب، ولكن لأن الفلسطيني أيضا هو صاحب المشهد، وهو الشاهد فيه وعليه، ومن كان في مركز المشهد، ولدية الوعي الكافي، لا ينخدع البتة بغربال السلطة في مواجهة الشمس.