البيت الأبيض يتدخل في أزمة التشريعات القضائية في (إسرائيل). رئيس البيت الأبيض بايدن قلق، ولن يدعو نتنياهو لزيارة أميركا في المستقبل القريب. أعضاء في حكومة نتنياهو، وفي الليكود هاجموا البيت الأبيض، وأعلنوا رفضهم لتدخله في الشؤون الداخلية. فابن غفير يقول (إسرائيل) ذات سيادة وحكومتها تتخذ قراراتها بناء على رغبة الشعب؟!
بعض التحليلات تتحدث عن أزمة علاقات بين أميركا (وإسرائيل). نعم ثمة أزمة، ولكنها بين بايدن ونتنياهو فقط، وليست بين أميركا (وإسرائيل). البيت الأبيض يحصر الأزمة في العلاقة مع نتنياهو وحكومته الحالية فقط، لذا فهو يؤكد على العلاقات الإستراتيجية مع (إسرائيل)، وعلى الإسرائيليين أن يدركوا هذه الحقيقية، أميركا في عهد بايدن تلتزم بتأييد (إسرائيل) وحمايتها. وإذا كان نتنياهو يعرض بتشريعاته (إسرائيل) للخطر، فإن البيت الأبيض يلتزم بحماية الديمقراطية الإسرائيلية من نتنياهو، وشركائه في الحكومة.
ما أود قوله هو أنه لا أزمة للبيت الأبيض وبايدن مع (إسرائيل)، ولا ننسى قول بايدن أنا صهيوني وإن لم أكن يهوديا. الأزمة القائمة حاليا هي مع نتنياهو، وهي لن تضر البتة بالتحالف الأميركي الإسرائيلي، لذا تجد لبيد وغانتس وكل اليسار الإسرائيلي يقفون خلف بايدن والبيت الأبيض. ومن ثمة يمكن القول إنه لا قيم ولا مصالح مفيدة للعرب والفلسطينيين في هذه الأزمة، لأنها أزمة داخل البيت الواحد.
أزمة العلاقات هذه مؤقته، وهي سرعان ما تنتهي إما بتراجع نتنياهو، وإما بسقوط حكومته والذهاب لانتخابات مبكرة. وكما تتحكم أميركا في بعض أنظمة الحكم في الدول العربية، فإنها ولا شك تتحكم بحكومة تل أبيب بشكل أو بآخر، وتل أبيب تعرف أنها لا تستطيع معارضة سياسة البيت الأبيض، ولا الاستغناء عن دعم أميركا المالي والعسكري والأمني والسياسي.