العالم الغربي يصرّ على البقاء في عبودية كاملة واختيارية -عبودية إرادية- للرواية الصهيونية الزائفة بشأن فلسطين.
تأتيهم الفرصة الذهبية للخروج من قلعة الأكاذيب الإسرائيلية، وأن يتحرروا من عبء دعم هذا الكيان القائم على الحروب والمجازر والعنصرية والفاشية، لكنهم يصرون على الخضوع للسيد الإسرائيلي الجاثم على التراب الوطني لشعب آخر.
وزيرة الرياضة الكندية باسكال سانت تتهرب من إجابة عن سؤالٍ لصحفي بشأن ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب في التعامل مع القضايا الدولية.
وقال الصحفي الكندي إيف إنجلر في سؤال للوزيرة: "لماذا يُمنع الرياضيون الروس والبيلاروس من المشاركة في الأولمبياد، ولا يُمنع الأمريكيون، مع أن أمريكا احتلت العراق وأفغانستان، ولا يُمنع الإسرائيليون مع أن (إسرائيل) تحتل فلسطين منذ ٥٠ عامًا، ودولة فصل عنصري؟"، لكن الوزيرة لم تجب عن السؤال وغادرت المكان.
وقبل أيام تعرّض الأستاذ الأمريكي ناثان ثرال للهجوم من مجموعات يمينية إسرائيلية، على خلفية تدريسه مادة عن الفصل العنصري في فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وذلك في كلية بارد بالولايات المتحدة.
المجموعات اليمينية الإسرائيلية تستخدم ادعاءات كاذبة عن معاداة السامية كسلاح، وتسعى لإسكات المعارضة، وتقليص التعامل النقدي مع السياسات الإسرائيلية، ومنع التضامن مع الفلسطينيين في حرم الجامعات الأمريكية.
وسبق أن أصدرت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، تقريرين منفصلين بشأن الفصل العنصري الذي ينتهجه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وهما أكبر منظمتين حقوقيتين دوليتين في العالم.
وكذلك وجّه مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك انتقادات للمجتمع الدولي، عادًّا أنه سمح لـ(إسرائيل) على مدى عقود بإرساء نظام سياسي وصفه بأنه "فصل عنصري".
ثم انضمت ألمانيا إلى جوقة التغطية على جرائم الاحتلال حين منعت مدينة فرانكفورت، من إقامة حفل للموسيقي البريطاني روجر ووترز، مؤسس فرقة "بينك فلويد" بزعم "معاداته للسامية".
ووترز أعظم موسيقي ومغنٍّ وكاتب في القرن العشرين الشجاع والنبيل بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين التي تفضح جرائم عنصرية، ونفس الأمر تكرر.
وكانت مدينة ميونيخ بألمانيا قد قررت هي الأخرى منع حفل ووترز الذي شارك في عدد من الحملات والمبادرات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودائمًا ما ينتقد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ومن أخطرها بناء المستوطنات، وله صور وكتابات رائعة على جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال لخنق الفلسطينيين وتقسيم أراضهيم.
ثلاثة مشاهد حديثة تنضم إلى مئات المشاهد التي يقف فيها الغرب إلى جانب جرائم الاحتلال والفصل العنصري تحت ستار تهمة "معادة السامية" التي باتت تُوجّه لكل من ينتقد جرائم الاحتلال وفاشيته وإعادة استنساخه لجميع تجارب النازية البغيضة.