وليد دقّة ابن الواحد والستين عاماً، قضى أكثر من نصفها في السجون الصهيونية، عندما اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني عام 1986م من باقة الغربية في الداخل المحتل، وهو من أقدم الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، حكم عليه بالإعدام في البداية، ثم خفف الحكم بالسجن 37 عاماً، قضى منها ثلاثة وثلاثين عاماً، وبقي أمام معانقته للحرية أربعة أعوام.
نُقل الأسير وليد دقة المصاب بسرطان تلف النخاع الشوكي إلى مستشفى "برزيلاي" بعدما طرأ تدهور على حالته الصحية، وهو يعاني التهابًا رئويًّا حادًّا وقصورًا كلويًّا، حسب تصريحات زوجته لوسائل الإعلام.
وليد دقة مفكر فلسطيني وأديب له مؤلفات تعكس عمق ثقافة الفلسطيني، له العديد من الإسهامات التي ترسم معاناة الأسر، وتشخص الحالة الوطنية، وكأن الاحتلال عبر سياسة الإهمال الطبي والضغط النفسي على الأسير وليد دقة قرر اغتياله، ومن هنا ينبغي على الجميع تحمل مسئولياته تجاه المطالبة بالإفراج عنه فوراً، والعمل عبر كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف، وهنا أقول: أنقذوا الأسير المفكر وليد دقة.
وبما أننا نتحدث عن الأسرى لابد أيضاً من الحديث عن انتصار الأسرى، فمنذ اليوم الأول لإعلان الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال خطواتهم الاحتجاجية للرد على إجراءات إدارة السجون بحق الأسرى، والتي بدأت بالعصيان داخل السجون، وكان من المقرر أن تنتهي في الأول من شهر رمضان بإضراب مفتوح عن الطعام، وهو ما كان يعزز بأن سيناريو انفجار المشهد في الأراضي الفلسطينية في شهر رمضان سوف يتعزز، ما يطرح تساؤلًا: ما العوامل التي دفعت حكومة نتنياهو للتراجع عن القرارات العقابية للأسرى؟
ثلاثة عوامل رئيسة دفعت حكومة نتنياهو للتراجع عن الإجراءات العقابية بحق الأسرى، وحسب معلومة خاصة من داخل السجون تؤكد أن إدارة السجون نقلت صلاحية فرض إجراءات عقابية بحق الأسرى إلى تصديق المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت).
1. صلابة ووحدة موقف الحركة الأسيرة، وهذا من أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق انتصار الأسرى.
2. سخونة الأحداث في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى الأراضي الفلسطينية كان من الدوافع التي ضغطت على نتنياهو للتراجع عن القرارات لتفكيك المشهد الأمني على الأرض.
3. مطالب الأسرى تلقى قبولًا دوليًّا وتندرج ضمن حقوق الأسير الطبيعية المشروعة بالقانون الدولي الإنساني، وهو ما شكل حالة ضغط خارجية على حكومة نتنياهو، دافعها الأساسي الخشية من الانفجار الشعبي نظراً لمكانة الأسرى في السجون الصهيونية.
الخلاصة: الأسرى قضية الشرفاء، وعلى الجميع العمل بكل الوسائل من أجل الإفراج عنهم، ننتظر أن يتحقق حلم وليد دقة بأن يجلس على البحر وحيداً ليشكو له همه الوطني، كما نتمنى أن نرى صفقة تبادل بموجبها يعود أسرانا إلى ذويهم، فالحرية تستحق ممن يؤمن بها الكثير من التضحية، فمن قدم زهرات شبابه يستحق منا الكثير.