فلسطين أون لاين

فقد طفله قبل شهر

تقرير مخابرات السلطة تُغيّب المحرر "عمايرة" في سجونها

...
أجهزة السلطة بالضفة الغربية (أرشيف)
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

ما أن انتهى الشاب عبد الله عمايرة من أداء صلاة التراويح لأول أيام شهر رمضان المبارك في أحد مساجد مدينته دورا بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حتى هاجمته قوة من جهاز "المخابرات" التابع للسلطة واختطفته وصادرت مركبته.

وبعد وقت قصير من اختطاف الشاب "عمايرة"، وصل الخبر إلى عائلته التي سارعت بدورها إلى مركز "المخابرات" للسؤال عنه ومطالبة السلطة بإطلاق سراحه.

ويعمل "عمايرة" بائعًا للقهوة في الخليل، وهو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال عدة سنوات، واعتُقل مرات عدة في سجون السلطة، كان أبرزها بعد تسمية أحد أبنائه "سيف القدس" تيمُّنًا بالمعركة التي خاضتها المقاومة في غزة دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى في مايو/ أيار 2021، وكذلك بعد ذبحه أُضحية عن روح الناشط والمُعارض السياسي نزار بنات الذي اغتالته أجهزة أمن السلطة.

ويقول شقيق المعتقل السياسي، ضياء عمايرة في حديث لصحيفة "فلسطين": "ذهب والدي إلى مركز مخابرات الخليل للاطمئنان على شقيقي، لكنّ أجهزة السلطة هناك تعاملت معه بطريقة غير محترمة، وزعمت أنها لا تعرف مكانه، وهو ما ترك حالة من الخوف لدى العائلة بشأن مصيره".

ويُوضّح عمايرة أنّ اعتقال شقيقه مع إطلالة الشهر الكريم كان صادمًا للعائلة، خاصة أنه فقد قبل شهر واحد ابنه نتيجة مرض كان يعاني منه، إضافة إلى أنه فقد أيضًا ابنته التي كانت تعاني من مرض في القلب.

ولفت إلى أنّ حالة من الحزن والحسرة تعيشها عائلته خاصة والديه وأبناءه الأربعة، بسب اعتقاله بهذا الشكل وتغييبه مع بداية الشهر الفضيل.

اقرأ أيضًا: بسبب أُضحية عن "بنات".. عمايرة يخضع للتحقيق في سجون السلطة

وأشار عمايرة إلى أنّ العائلة ما زالت تتواصل مع أكثر من جهة لمعرفة مصير شقيقه عبد الله، خاصة بعد عدم اعتراف مخابرات الخليل بمكانه، مُحمّلًا السلطة المسؤولية الكاملة عن حياته.

وأضاف أنّ جهاز مخابرات الخليل لم يكتفِ باستمرار اعتقال شقيقه ورفض تحديد مكانه، بل ورفض الإفراج عن المركبة التي كانت معه وقت اختطافه، فهي خاصة بعمل العائلة.

وأردف: "المركبة خاصة بعملنا، واستمرار احتجازها يعني وقف أعمالنا وقطع أرزاقنا، فبعد اليوم الأول من اعتقال شقيقي ذهبت إلى مركز مخابرات الخليل وطلبت الإفراج عن المركبة، لكنهم رفضوا أيضًا".

يُشار إلى أنّ طفلة عبد الله، سارة، شهدت تفاعلًا مع حالتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأُطلقت من أجلها مناشدات لرئاسة السلطة وحكومتها برام الله للتكفُّل بعلاجها وإجراء عملية جراحية لها في تركيا أو الهند بسبب تعذُّر إجرائها محليًّا، إلا أنها فارقت الحياة قبل أن تظفر بأيّ تحويلة.

وتُواصل أجهزة أمن السلطة ممارسة الاعتقال السياسي ضد النشطاء والأسرى المحررين وطلبة الجامعات، في محاولة لكبح أيّ صوت معارض لسياساتها.