فلسطين أون لاين

 دعوات لتكثيفها في شهر رمضان المبارك

تقرير الاعتكاف المتواصل.. وسيلة المقدسيين للتصدي لاقتحامات الأقصى

...
مصلون يعتكفون في رحاب المسجد الأقصى - أرشيف
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتجهَّز المقدسيون لمواجهة سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، واقتحامات المستوطنين عبر التواجد المتواصل والرباط في باحات الأقصى.

وأطلق المقدسيون دعوات ونداءات للكل الفلسطيني في القدس والضفة الغربية ومدن الداخل المحتل إلى ضرورة الاعتكاف في المسجد الأقصى في الأيام الأولى لشهر رمضان، وليس في العشر الأواخر فقط.

ويؤكد مرابطون وناشطون مقدسيون أهمية الاعتكاف والوجود المستمر في الأقصى على مدار الساعة في شهر رمضان الذي يتزامن مع الأعياد اليهودية، خاصة في ظل تهديدات شرطة الاحتلال باقتحام باحاته.

تقول المرابطة في المسجد الأقصى زينات عويضة، إنّ المرابطين والمرابطات يستعدون هذه الأيام للرباط المستمر في الأقصى والاعتكاف في الأيام الأولى لشهر رمضان.

وتوضح عويضة في حديثها مع صحيفة "فلسطين"، أنّ المقدسيين يحشدون أنفسهم للاعتكاف في أول أيام رمضان من أجل تفويت الفرصة على المستوطنين الذين ينوُون تكثيف اقتحاماتهم في هذا الشهر.

وبيّنت أنّ الاحتلال اعتاد على ارتكاب جُملة من الممارسات العنصرية بحقّ المعتكفين والمرابطين في رمضان، ضمن محاولات التخويف والترهيب، وإفراغ الأقصى للمستوطنين يعيثون به فسادًا.

اقرأ أيضًا: بالفيديو آلاف المواطنين يؤدون صلاة الفجر في باحات "الأقصى"

وأكدت أنّ الوجود المستمر في الأقصى يجعل المستوطنين يحسبون ألف حساب قبل التفكير في الاقتحام، داعية الكل الفلسطيني إلى ضرورة الوجود والاحتشاد في رمضان.

هجمة شرسة

بدوره، يقول الناشط المقدسي أسامة برهم، إنّ المسجد الأقصى يتعرض إلى هجمة شرسة وممنهجة متصاعدة من حكومة المستوطنين الفاشية بقيادة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي فيها المتطرف "إيتمار بن غفير".

وأضاف برهم لـ"فلسطين"، أنّ "هناك خطرًا حقيقيًّا يداهم الأقصى خاصة في ظل مطالب "بن غفير" لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا وصولًا إلى هدمه"، لافتًا إلى أنّ مسألة الرباط والاعتكاف في الأقصى هو "أمر غير مسموح به مما يُسمى الحاكم العسكري الإسرائيلي".

وبيّن أنّ الاحتلال يريد التدخل في كل شؤون الأقصى حتى المتعلقة بالعبادات، بالتحكم بمواعيد إغلاق أبوابه وفتحها، وهو ما يرفضه المقدسيون جملة وتفصيلًا.

وبحسب قوله، فإنّ هناك إصرارًا من الشباب المقدسي على الاعتكاف في رمضان هذا العام منذ بدايته في رسالة تحدٍّ واضحة للاحتلال، مفادها أنّ "إجراءاته لن تفلح ولن تحقق أهدافها بالنيل منهم".

وتوّقع برهم أن تشهد باحات الأقصى هذا العام وجودًا للمعتكفين أكثر من الأعوام السابقة، سيقابله أيضًا ردة فعل إسرائيلية قاسية قد تُسفر عن اندلاع مواجهات.

وتابع: "هناك حالة ترقُّب من الكل الفلسطيني وخاصة المقدسيين لما سيحدث في رمضان، مع استمرار التهديدات الإسرائيلية التي يقابلها صمود فلسطيني كبير"، مرجّحًا أن تتصاعد وتيرة الأوضاع في الأقصى نتيجة الانتهاكات المستمرة لجنود الاحتلال في البلدة القديمة، التي قد تصل لـ"انتفاضة ثالثة".

وذكر برهم أنّ المقدسيين يريدون أداء العبادات في شهر رمضان المبارك بهدوء وبعيدًا عن أيّ مناوشات أو مواجهات مع الاحتلال "لكنّ الأخير يسعى للتنغيص عليهم عبر ممارساته العنصرية".

وأشار إلى أنّ المقدسيين أعدّوا خططًا لاستقبال شهر رمضان، تتضمن التطوع للبقاء في الأقصى وممارسة العديد من الأنشطة وهو ما يعدُّه الاحتلال "اختراقًا لسيادة القانون"، حسب زعمه.

ويؤكد الباحث في دراسات بيت المقدس د. أنس المصري، أنّ أيّ وجود في المسجد الأقصى في شهر رمضان يساعد في تثبيت حقّ المسلمين في الأقصى.

اقرأ أيضًا: النائب الرجوب: مخططات المستوطنين تستوجب موقفًا عربيًّا وإسلاميًّا لحماية الأقصى

وشدّد المصري في حديثه مع "فلسطين"، على أنّ "الاعتكاف طيلة شهر رمضان وسيلة مهمة لإثبات الوجود الفلسطيني في المسجد الأقصى، وعرقلة اقتحامات المستوطنين".

وقال: "عدم وجود المُعتكفين والمرابطين في الأقصى سيفتح المجال للمستوطنين بالاقتحام لباحاته اقتحامًا مستمرًا"، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يخشى من الوجود المستمر والاعتكاف في الأقصى.

وفي وقت سابق، ناشدت مؤسسة القدس الدولية، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني محمد الخلايلة بضرورة فتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك بدءًا من الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك.