حسنا هذه واحدة من أكثر الأكاذيب وقاحة في التاريخ الحديث حين يلقي وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في أثناء زيارته لأوكرانيا نكتة سمجة وثقيلة الظل وهي أن (إسرائيل) "تعارض قتل المدنيين".
وأكثر من ذلك قال في تصريحات صحفية: (إسرائيل) "تدعم سيادة أوكرانيا واستقلالها، فضلا عن سلامة أراضيها"، مضيفا: "لقد أعربت لوزير الخارجية كوليبا عن استعدادنا لدعم اقتراح السلام الأوكراني للأمم المتحدة".
تخيلوا 75 مجزرة، وتدمير 550 قرية، واحتلال فلسطين، وسجن نحو مليون فلسطيني وفلسطينية منذ قيام دولة الاحتلال وقتل 100 ألف فلسطيني وعربي، وعمليات الإعدام الميدانية للشبان الفلسطينيين من قبل زعران الشرطة وجيش الاحتلال، والاستيطان الذي يقوده قتلة وعنصريون بغيضون، كل ذلك وكوهين يعلن أن "دولته" تعارض قتل المدنيين.
أكثر من 6000 طفل وامرأة ومدني قتلهم الاحتلال في غزة وحدها منذ عام 2006 وحتى اليوم.
ثم بكل صلف وغرور وغطرسة يتحدث عن المدنيين!
دولة الاحتلال الوحيدة التي لا يوجد مدنيون بين مواطنيها؛ فكل إسرائيلي على أرض فلسطين هو مستوطن ومستعمر ومحتل، وكل إسرائيلي يخدم في جيش الاحتلال، وبمجرد أن ينهي خدمته يبقى في قائمة الاحتياط، وبالتالي كل إسرائيلي بشكل أو بآخر قتل أو جرح أو اعتقل أو عذب فلسطينيا.
كما أن جميع الإسرائيليين يمتلكون أسلحة متنوعة خاصة المستوطنين الذين يخزنون مختلف أنواع الأسلحة، ويستخدمونها في قتل وتخويف وتدمير ممتلكات الفلسطينيين.
5 ملايين فلسطيني في فلسطين هم أسرى جيش بلا أخلاق وبلا قيم، هم أسرى مستوطنين جُمعوا من مختلف أصقاع العالم ومنحهم أرض فلسطين العربية يحملون في قلوبهم كل أنواع الكراهية والعنصرية والروايات التاريخية الزائفة التي ألبست لباس الدين والتراث رغما عنها، وبالإكراه.
ثم يأتي الإرهابي كوهين الذي قتل بنفسه عشرات الفلسطينيين حين خدم في جيش الاحتلال وسرح برتبة رائد، ليزعم من كييف بكل وقاحة أن دولته "تعارض قتل المدنيين"، وهي التي تحتل أرض شعب بأكمله، نصفه لاجئ، ونصفه الآخر تحت الاحتلال تمارَس عليه كل أنواع العنصرية والجرائم ضد الإنسانية على مرأى من العالم، وبمباركة بعض الأنظمة العربية التي تتحالف مع هذا العدو، وربما تسانده بالباطن أيضا.