فلسطين أون لاين

اللاءات الثلاث.. بين التحريف والنبذ

في قمة جامعة الدول العربية عام 1967 في الخرطوم كان من أهم قرارات المؤتمر هو إعلان اللاءات الثلاث وهي: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع دولة الاحتلال (إسرائيل) والتمسك بحق الشعب الفلسطيني في وطنه.

نحن ندرك أن ثمة مؤامرة عربية أدت إلى احتلال الجزء الأكبر من فلسطين عام 1948، أي أن المؤامرة سبقت الاحتلال بسنوات عدة، ولذلك لم يكن لدينا أي ثقة بكل ما يصدر عن جامعة الدول العربية أو الأنظمة، ونحن لم نخدع بقرارات مؤتمر الخرطوم فالمسألة لم تكن تتعدى الضحك على الشعوب وصناعة أبطال ورموز مزيفة ما زال البعض مخدوع بها، وقد جاء الوقت ليظهروا على حقيقتهم، وما يحدث في الخرطوم من تطبيع وخيانة للقضية الفلسطينية أمر متوقع، ونبذ اللاءات الثلاث وتحويلها إلى "نعم" وانبطاح وارتماء في أحضان اليهود نتيجة طبيعية لمؤامرة بدأت قبل احتلال فلسطين.

ما دام لا يوجد انتخابات وتحكمنا أنظمة منقلبة على خيار شعوبها أو مزيفة لارادتها بانتخابات صورية فنحن نتوقع كل سوء من تلك الأنظمة، وهي أنظمة تمثل مصالح الاستعمار ودولة الاحتلال ولا تمثل إرادة الشعوب العربية ولا تتبنى خياراتها وسيأتي الوقت الذي ترحل فيه الأنظمة وتمزق كل الاتفاقات مع الكيان الإسرائيلي الغاصب والذي سيندثر بدوره مع تلك الانظمة الخائنة لله ولرسوله وللأمتين العربية والإسلامية. 

قلنا إن السودان والإمارات ودول أخرى نبذت اللاءات الثلاث ومقررات قمة الخرطوم عام 1967 وطعنت شعوبها وشعبنا، ولكن هناك من يلوم انظمة التطبيع وهو أول المطبعين، حيث خرج علينا ومن بين ظهرانينا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.احمد مجدلاني يقول: من المؤسف أن تلتحق السودان بقائمة التطبيع وهي الدولة التي خرجت اللاءات الثلاث " لا صلح لا اعتراف لا تفاوض" قبل أن يعود الحق لأصحابه في قمة الخرطوم..وهنا وقع تزوير؛ المجدلاني استحضر جزءًا من قرار القمة وحرفه بجملة من عنده وهي "قبل أن يعود الحق لأصحابه"، وهذا يعني أنه يجوز الصلح والاعتراف والتفاوض مع (إسرائيل) إذا عاد الحق لأصحابه ويقصد بذلك ربع الوطن وليس كله، وعلى هذا الأساس أو الوهم كانت اتفاقية أوسلو وكانت المبادرة العربية للاستسلام، حيث ان القرار في قمة الخرطوم ينص على اللاءات الثلاث بالمطلق دون اشتراطات مع التأكيد على التمسك بحق الشعب الفلسطيني في وطنه، أي من البحر الى النهر، وهذا ما يؤمن به الشعب الفلسطيني ويناضل من أجله، واذا اراد اي شخص ان يمثل الشعب الفلسطيني ويتحدث باسمه لا بد له من نيل ثقة الشعب من خلال صناديق الاقتراع والتمسك بثوابته التي لا يمكن نبذها أو تحريفها أو التلاعب بها بأي شكل من الأشكال.