أكد باحثون ومختصون فلسطينيون أن جرائم الاحتلال المتصاعدة في أريحا، واستشهاد خمسة مقاومين واعتقال آخرين ومواصلة حصار المدينة لليوم العاشر على التوالي، يأتي ضمن محاولات حثيثة لوأد المقاومة في المدينة ووقف تمددها بالضفة الغربية.
وقال الناشط السياسي ثامر سباعنة إن "أحداث أريحا وتحديدا عرين الأبطال "عقبة جبر" تحمل عدة رسائل، لعل أبرزها أن الاحتلال بحكومته المتطرفة وأدوات القتل لديه، يسعون بكل جهدهم لوأد أي بؤرة مقاومة جديده تنشأ في الضفة الغربية".
اقرأ أيضا: 5 شهداء من كتائب القسام في اشتباك مع قوات الاحتلال بمخيم عقبة جبر بأريحا
وأوضح سباعنة أن المقاومة الفلسطينية حية وتنمو وتتطور، وأن اجتثاثها بات صعبا ولن يتمكن الاحتلال من إنهاء الحالة الثورية الوطنية المتنامية في الضفة الغربية.
سعي حثيث
وأشار سباعنة إلى أنه مطلوب إدراك حقيقة أن أريحا لها خصوصية عن بقية المدن الفلسطينية، فهي من أوائل المدن التي تم تسليمها للسلطه الوطنية بعد اتفاق أوسلو، إضافة إلى كونها شبه معزوله عن بقية المدن الفلسطينية، وهذا يمنع سهولة انتقال المقاومين بينها وبقية المناطق.
ونوه إلى أن "موقع المدينة من حيث محاصرتها بالمستوطنات والشوارع التي يستخدمها المستوطنين، هذا يزيد من خطوره الفعل المقاوم في أريحا، ما يدفع الاحتلال للسعي الحثيث للقضاء على بؤر المقاومة هناك".
من جانبه، قال المختص في شؤون الاحتلال محمد دراغمة إن "الاحتلال الإسرائيلي أراد وأد حالة المقاومة في أريحا، والوصول لمطلقي النار على المطعم الإسرائيلي على مفرق "الموغ"، خشية اتساع ظاهرة المقاومين في مدن غير نابلس وجنين".
انتشار المستوطنات
وأشار دراغمة إلى أن "أريحا متعارف عليها منطقة هادئة قياساً ببقية المدن الفلسطينية، وبشكل عام المدينة والأغوار القريبة منها محاطة بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، ما قد يجعلها هدفا سهلا للمقاومة المسلحة في المنطقة".
وأوضح أن قرب أريحا من خط (90)، وخط القدس البحر الميت، واستخدام المستوطنين هذه الشوارع بشكل كبير جداً، يعني أنهم سيصبحون أهدافا سهلة للمقاومين.
وأضاف دراغمة أن الاحتلال سيواصل الحصار المفروض على أريحا، خشية ظهور تشكيلات جديدة للمقاومة، إلى جانب استمرار اقتحاماته لمخيم عقبة والتي كان آخرها الليلة الماضية.
واستشهد فجر اليوم الاثنين، ثلة من أبطال كتائب القسام في أريحا في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم عقبة جبر، وهم رأفت وائل عويضات 21 عاماً، وشقيقه إبراهيم 28 عاماً، ومالك عوني لافي 22 عاماً، وأدهم مجدي عويضات 22 عاماً، وثائر عويضات 22 عاماً.
واحتجز الاحتلال جثامين الشهداء الخمسة، إلى جانب جريحين وصفت حالتهما بالحرجة جداً.
ونعت حركة حماس شهداء القسَّام في أريحا، وأكدتً أنَّ شعبنا ماضٍ في طريق المقاومة والتحرير، ولن ترهبه جرائم الاحتلال، ولن يُوهنه تخاذل المتخاذلين.
وشددت على أنَّ "المقاومة التي ضربت الاحتلال في القدس ردّاً على جريمته في مخيم جنين، قادرة على مواصلة عملياتها البطولية في أيّ بقعة من أرضنا المحتلة".