مع استمرار العمليات الفدائية في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، وتحقيقها خسائر بشرية في صفوف المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأت تظهر نتائج وتأثير تلك العمليات في المجتمع الإسرائيلي.
وتمثَّلت أبرز نتائج تلك العمليات، بفقدان "الإسرائيليين" الثقة في جيشهم وأجهزتهم الأمنية، وهو ما يسجل نجاحًا كبيرًا للعمليات الفلسطينية، ويترك حالة من الخوف في الشارع الإسرائيلي مما هو قادم إليهم.
اقرأ أيضًا: عمليات بطولية متواصلة.. القدس تُضمّد جراح أهالي شهداء جنين
وأظهر مؤشر الأمن القومي الذي أجراه معهد دراسات الأمن القومي أنّ ما يقرب من 60% من الإسرائيليين يرون أنّ هناك تراجعًا في إحساسهم بالأمن الشخصي، كما أعرب 30% عن خوفهم من حدوث ضرر في أمنهم نتيجة عمليات المقاومين الفلسطينيين.
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي، جلال رمانة، أنّ انحدار الثقة لدى الإسرائيليين بأجهزة أمنهم وجيشهم، جاء بناءً على تدهور الوضع الأمني الموجود في دولة الاحتلال، خلال الفترة الأخيرة.
وقال رمانة لصحيفة "فلسطين": إنّ المجتمع الإسرائيلي غير مقتنع بالإجراءات التي تقوم بها حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو بتوفير الأمن لهم، خاصة هدم بيوت الفلسطينيين، بزعم عدم إصدار تراخيص لهم.
وأضاف أنّ العملية الأخيرة التي نفّذها الشاب خيري علقم في مدينة القدس المحتلة كسرت قواعد كثيرة، أبرزها أنّ وزير ما يُسمّى "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير يجب عليه التعلم وأخذ العبر من الرد والغضب الفلسطيني.
ولفت إلى أنّ انحدار الثقة في جيش الاحتلال سيستمر في حال استمرار ممارسات "بن غفير"، واتخاذ الاحتلال إجراءات قمعية ضد الفلسطينيين.
اقرأ أيضًا: القانوع: العمليات البطولية أكدت "ردّ المقاومة لن يتأخر"
وبيّن أنّ جيش الاحتلال رغم قيامه بعمليات عسكرية في إيران، لن ينجح في إعادة ثقة الإسرائيليين به، بسبب استمرار العمليات الفدائية من فلسطينيين.
من جهته، الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، رأى أنّ نتائج استطلاع الرأي، تعكس وجود خلل كبير في إدارة جيش الاحتلال، والتجنيد، وتؤثر في الأحداث بشكل عام، وخاصة الساحات الحربية.
وقال بشارات لصحيفة "فلسطين"، إنّ هناك خللًا عملياتيًّا لدى جيش الاحتلال، وظهوره في حرب مع ساحات أخرى قد يُظهر ضعفه.
وأشار إلى أنّ بعض الشخصيات الإسرائيلية تقول إنّ جيش الاحتلال غير قادر على الدخول بمواجهة مع إيران أو الساحات الكبرى، مبينًا أنّ جيش الاحتلال لديه خشية من الدخول في مواجهة كبرى في بعض الساحات.
ولفت إلى أنّ نتائج الاستطلاع ستؤثر في قرارات قيادة جيش الاحتلال العسكرية، في دخول مواجهة مع حزب الله، أو قطاع غزة.
وشهدت مدينة القدس المحتلة الأسبوع الماضي تنفيذ فلسطينيين عمليات فدائية كان أبرزها التي نفّذها الشاب خيري علقم التي أدّت إلى مقتل 7 مستوطنين وإصابة آخرين.