طالبت وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بالأقوال وترجمتها إلى أفعال للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف إجراءاتها أحادية الجانب وانتهاكاتها وتصعيدها الراهن في ساحة الصراع قبل فوات الأوان من أجل تحقيق تهدئة تمثل مقدمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
الخارجية الفلسطينية تطرقت إلى جرائم الاحتلال التي يقترفها فقط في الضفة الغربية والقدس، إذ ذكرت الاستيطان وعربدة المستوطنين والاستيلاء على الأراضي، وتدنيس المقدسات في بيت المقدس، وجرائم القتل، ولكنها لم تذكر غزة من قريب أو بعيد وهي التي تتعرض إلى حصار شديد منذ سنوات، ويزداد الحصار شدة بعد منع إدخال الأجهزة والمستلزمات الطبية وحرمان المرضى من العلاج في مشافي الضفة والقدس والخارج، فهل يُعقل أن يستمر تجاهل غزة ومعاناتها حتى في الاحتجاجات التي لا تقدم ولا تؤخر؟ نحن على يقين أن كل مطالبات الخارجية الفلسطينية ستضرب عرض الحائط ولن يلتفت إليها المجتمع الدولي ولا الإدارة الأمريكية، ولكننا نريد أن نلمس ولو رمزيًا أن غزة حاضرة في وجدان "أصحاب القرار" بالسلطة الفلسطينية، الذين يرددون في كل مناسبة أنه لا دولة فلسطينية في الضفة دون غزة، ولا دولة في غزة دون القدس والضفة الغربية، فأين وزارة الخارجية من تلك الشعارات؟.
أمر آخر ملفت للانتباه هو ربط التهدئة واستعادة أفق الحل السياسي بانصياع "إسرائيل" لمطالب الخارجية الفلسطينية، ونحن ندرك أنه لا تهدئة ولا حلول سياسية دون رفع الحصار التام عن قطاع غزة، ورفع المعاناة عن أهلنا فيه، ومن يعتقد أن المنطقة ستستظل بالهدوء والأمن والأمان، وهناك أكثر من مليونين محاصرين في قطاع غزة فهو واهم، لأن المنطق وأحداث السنوات السابقة أثبتت أن غزة جزء أساسي في المعادلة، لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها بأي حال من الأحوال.