فلسطين أون لاين

ألعاب تشاركية لا تخلو من المرح

"غيمة".. محاولة فلسطينية لإنتاج ثقافة عربية إبداعية

...

غزة/ هدى الدلو:

يشكو الأهالي هذه الأيام كثيرًا من تعلق أطفالهم بالهواتف المحمولة إلى حد سحبهم إلى عوالم ليس لها قرار، تبدأ بمقطع فيديو وقد لا تنتهي بانقضاء ساعات باللعب على الألعاب الإلكترونية، بهذه الكلمات يقدم المقدسي إياس سلهب مشروع "غيمة".

يقول سلهب: إن المشروع يهدف إلى إعادة تشكيل الثقافة الإلكترونية عند الأطفال بألعاب إبداعية.

ويبين أن الفكرة نبتت من رحم العائلة، إذ يتشارك وزوجته وأشقاؤه تخصصات مختلفة في علوم اللغة العربية والتربية إلى التصميم والبرمجة والطب.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" أن "غيمة" تتضمن إنتاج ألعاب ورقية جماعية تتيح مشاركة جميع أفراد العائلة على طاولة واحدة من صغيرها إلى كبيرها بالمستوى نفسه من المتعة والتسلية وبأسعار متاحة للجميع.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "إضافة إلى الأسباب السابقة التي دفعتنا لعمل المشروع، نبعت الفكرة من تراجع مستوى اللغة الأم والثقافة العربية كثيرًا في الوطن العربي، فجاءت غيمة لتعيد هذا الجيل إلى ثقافته العربية، إضافة إلى ذلك كثرة الألعاب الأجنبية ذات الطابع عدواني وعالية الجودة في الوقت نفسه، مقابل قلة المنتجات العربية في السوق وضعف جودتها إلى حدٍ ما".

ويضيف: "لذلك توجهنا إلى توفير ألعاب ممتعة تجمع الأم وأطفالها في ظل كثرة جلوس الأطفال على الأجهزة الإلكترونية وضعف العلاقة بين الأطفال ووالديهم، فجاءت غيمة لتعزز العلاقة وتعيد الجو الأسرى إلى حيويته وتخلق جوًّا من المرح، فهي ليست جامدة".

ويرغب سلهب بوصول ألعاب غيمة إلى أكبر قدر ممكن من العائلات العربية، آملًا أن ترسخ في الجيل الجديد اعتزازه بالعربية لغة وثقافة.

وتتوزع الأدوار بين سلهب وزوجته التي تتولى مهمة تدقيق النصوص لغويًّا وصياغة طريقة اللعب، وشقيقه الذي يتولى مهمة التصميم. كما يقدم شقيقه الآخر دورًا برمجيًّا في صياغة الأفكار والتواصل مع المتاجر الأخرى.

ويبين أنهم استعانوا بألعاب ورقية عالمية وعملوا على تدويرها بما يناسب الثقافة العربية، في حين تُصمَّم برموز بسيطة تحاكي رموز الثقافة العربية، مشيرًا إلى أن الألعاب تساعد على تنمية التركيز والسرعة، ومهارات العمليات الحسابية، إضافة إلى العديد من المهارات الاجتماعية الأخرى.

وبدأ سلهب في تسويق المشروع تسويقًا محدود جدًّا بتمرير اللعبة إلى مجموعات الأصدقاء والأهل والأقارب عبر تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب"، ومن ثم وسّع دائرة التسويق عن طريق موقع "فيسبوك"، ومنصة "انستغرام" وغيرها، وفي المرحلة الحالية يسعى إلى التوسع في تسويق اللعبة عبر المنصات لتصل إلى أكبر شريحة عربية.

وعن المشكلات التي واجهها، يقر سلهب بأنه يواجه عدة مشكلات في بداية المشروع، مستدركًا بأن التفكير والعمل الجماعي يساعد دومًا على تطوير وحل الأزمات والمشاكل، "ومن أبرزها أننا وجدنا في البداية خلل في فهم الناس للألعاب لذلك قمنا بعمل عدة مقاطع تشرح طريقة لعب كل لعبة على حدى لتوضيح الصورة والفكرة أكثر". 

ولدى فريق غيمة خطة ويسعوا إلى تطويرها ليصبح في جعبتهم المزيد من الألعاب الإبداعية والمسلية، وجاءت تسمية المشروع بغيمة لكونها تأتي محملة بالخير والبركة، "فعندما نسمع دائمًا كلمة غيمة نستبشر خيرًا بقدوم الخير والعطاء، وهذا أسمى ما نسعى إليه أن نعطي بلا حدود وأن يكون لنا أثر في أبناء الوطن العربي".

 

المصدر / فلسطين أون لاين