فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الفقيد "محسن".. داعية اتخذ من تجارته منبرًا للإسلام

...
رفح - ربيع أبو نقيرة


ودعت جماهير محافظة رفح جنوب قطاع غزة، أمس، في موكب مهيب رجل الدعوة والجهاد وأحد رعيل جماعة الإخوان المسلمين الأوائل، فقيد فلسطين الشيخ التسعيني محمود خليل محسن الذي وافته المنية بعد عقود طويله عاشها في مسيرة الجهاد والعطاء.

"هو رجل من الذين حملوا القضية على أكتافهم بصدق وإيمان ويقين"، و"نشهد أنه كان ثابتا صادقا مؤمنا بارا بدعوة الإسلام وقضية فلسطين، وأنه كان شابا في روحه وفي قلبه وفي عطائه، لم يبعده المرض ولا كبر السن"، هكذا قال عنه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وأضاف هنية ناعيا الفقيد محسن في مسجد الهدى برفح: "أبو محمد وإخوانه ومن تربوا على يديه من الثلة الأولى عاشوا في مرحلة الاستضعاف والاستهداف ولكنهم كانوا أوفياء لدينهم ولدعوة السماء ولهذه الحركة المباركة".

وتابع: "إن الذين زرعوا هذه الشجرة المباركة الذي يستظل بظلها اليوم الملايين من البشر، شجرة الدعوة وشجرة حماس، وسطية الفكر،.. هذا الرجل المؤمن إنما يعبر عن عمق هذه الفكرة وهذا المعنى العظيم".

ولد الشيخ محمود محسن في مدينة المجدل وعاش في كنفها ونهل من علمها, ثم هاجر إلى رفح وكان من الأوائل المؤسسين الذين رافقوا الشيخ أحمد الياسين وعبد الفتاح دخان وإبراهيم اليازوري ومحمد النجار وحماد الحسنات, في مرحلة تعد الأعقد في تاريخ الحركة الإسلامية، وحملوا على عاتقهم تأسيس حماس.

يقول نجله يوسف (58 عاما): "والدي من رجال الدعوة والجهاد الأوائل الذين عايشوا التهجير والنكبة والاحتلال, كما كان له دور مهم في تأسيس أول مكتبة إسلامية في رفح"، مشيرًا إلى أن والده اشتغل بتجارة الأقمشة، واتخذ من تجارته منبرا للدعوة الإسلامية وبناء العلاقات الاجتماعية.

ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن والده كان معطاء وسخيا بين جيرانه في مخيم الشابورة، ويساعد كل من يقصده من الفقراء والمحتاجين والمقبلين على الزواج، أو من يقصده بدَيْن سواء كان قادرا على سداده أو غير قادر.

فكرة ومبدأ

بدوره، قال نجل الفقيد محسن, خالد (41 عامًا): "والدي قرأ أفكار الإمام حسن البنا واقتنع بفكره الإسلامي، وانضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1952، وعمل في صفوفها في ظل ظروف صعبة وضغط من النظام المصري الحاكم والاحتلال"، مشيرا إلى أنه رغم المضايقات والحرب التي شنت على الإخوان بقي متمسكًا بالمبدأ والفكرة التي آمن بها.

ولفت محسن في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنه كان يحب جميع أبنائه ولا يميز بينهم، وكان همه الوحيد هو حصولهم على الدرجات العالية، وتربيتهم تربية إسلامية، قائلا: "كان نموذجا للأب الصالح الذي يحب أبناءه ويحرص على مصلحتهم".

وتابع : "كما كان حضنا للشباب واستقطابهم في صفوف الحركة الإسلامية، وأذكر جيدا تردد أول شهداء كتائب القسام محمد أبو نقيرة عليه بشكل دائم، وعديد الإخوة الذين أصبحوا قادة ومفكرين".

وذكر محسن أن والده مر بأزمات صحية متتالية منذ عام 2015، أقعدته المنزل، منها تعرضه لكسر في حوضه.

من ناحيته، نشر الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد يوسف مقالًا صحفيًا، سرد فيه دور الفقيد محسن الكبير في الدعوة الإسلامية، ومواقفه الإنسانية النبيلة في مساعدة المعوزين من سكان الحي الذي يعيش فيه.

وأوضح أن أسماء كبيرة، وعناوين نضالية بارزة من الإسلاميين تربت تنظيميًا في بداية انطلاقتها الحركية في بيت الحاج محمود محسن، قائلا: هو رجل لفاضل صاحب خلق كريم، ويد مبسوطة بالعطاء وفيض النعيم، ومفعم بالحيوية الحركية، وأول مسؤول تنظيمي لحركة الإخوان المسلمين في مدينة رفح.