فلسطين أون لاين

تقرير مشاعر مختلطة في منزل عائلة سلامة عقب نشر كتاب "الحافلات تحترق"

...
كتاب الحافلات تحترق للأسير القائد حسن سلامة
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

تختلط مشاعر الفخر والقلق في منزل عائلة الأسير حسن سلامة جنوب قطاع غزة، بعد أيام من نشر كتاب يروي تفاصيل عمليات عسكرية أشرف على تنفيذها ضد أهداف إسرائيلية قبل ربع قرن من الزمن.

وأحدث الكتاب الذي سرد سلامة تفاصيله من داخل زنزانته وحمل اسم "الحافلات تحترق" ونُشر الخميس الماضي، حالة من الغضب داخل حكومة الاحتلال الجديدة، وهدّد أحد وزرائها بفرض المزيد من القيود على سلامة والأسرى. 

اقرأ أيضاً: بعد تهديده الأسير حسن سلامة.. وزارة الأسرى: الاحتلال عاجز أمام عقلية الأسرى

وسلامة من سكان خان يونس، اعتقل بعد مطاردة جنود الاحتلال له بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية عام 1996، وحكم عليه بالسجن 48 مؤبّدًا و30 سنة (1175 سنة)، بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ولجناحها العسكري كتائب القسام.

واستعرض سلامة في كتابه كيف قاد عددًا من عمليات "الثأر المقدّس" للقائد القسامي يحيى عياش، التي أدّت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين، كما أشار إلى أنه أُصيب بنيران الاحتلال خلال مطاردته في مدينة الخليل، وفقده الوعي، ومن ثم تسليم قائد الأمن الوقائي آنذاك له إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليجد نفسه في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي.

ويحظى الرجل بشعبية واسعة داخل السجون وفي الشارع الفلسطيني، ومثل هذا الكتاب ترى فيه حكومة الاحتلال تحريضًا وخطرًا على مستقبل الكيان الإسرائيلي، في حين تعدّه حركة حماس توثيقًا مشروعًا لجزء من تاريخ المقاومة ضد المشروع الاحتلالي لأرض فلسطين التاريخية. 

وبالنسبة لعائلة سلامة فإن نضال حسن العسكري الفكري هو مصدر فخر واعتزاز لأي أسرة فلسطينية.

وقالت والدة حسن لصحيفة "فلسطين": "كل يوم يمر علي يزداد فخري بحسن وعمل حسن.. إن شاء الله راح يتحرر حسن غصبًا عن اليهود…".

في حين قال محمد سلامة شقيق حسن الأصغر: "صحيح أننا نشعر بالقلق من تهديدات الاحتلال ضد حسن، لكن ما فعله ويفعله حتى داخل زنزانته أمر يرفع الرأس". 

اقرأ أيضاً: "المقاومة الشعبية": إقصاء الأسير حسن سلامة سقطة وطنية لا تغتفر

وأضاف لـ"فلسطين": "المؤسسات الحقوقية الدولية مطالبة بالضغط على الاحتلال لوقف تغوّله على الأسرى في سجونه، ووقف أي انتهاكات لحقوق الإنسان ترتكب ضدهم، خاصة مع قدوم الحكومة المتطرفة".

وهدّدت إدارة سجون الاحتلال الجمعة الماضية باتخاذ عقوبات مشدّدة بحق الأسير سلامة، بعد يوم من نشر الكتاب في احتفال كبير أُقيم في خان يونس بمشاركة عدد كبير من قادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية.  

وقالت إدارة السجون في تعقيبها على نشر الكتاب: إنه "في حالة وجود أدلة تشير إلى أن هناك علاقة بين الأسير وبين نشر الكتاب فستُفرض إجراءات عقابية مشدّدة ضدّه".

وأمام تلك التهديدات قال محمد سلامة: "اليوم حسن في الزنزانة والاحتلال هو مسؤول مسؤولية كاملة عن حياته، وأي مكروه سيصيب شقيقي فإن رفاقه في المقاومة سيردّون الصاع صاعين". 

وأضاف: "حسن منذ نشأته قرّر أن يفتدي فلسطين ويعمل على تحرير أرضها من العصابات الصهيونية". 

وعندما انتقل سلامة من خان يونس إلى الضفة الغربية كان يشرف على عمله محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام التي تصدّت لأربع عمليات عسكرية واسعة شنّها جيش الاحتلال على قطاع غزة في المدّة الواقعة بين 2008 و2021. 

كما أن سلامة كان زميل قائد حركة حماس في غزة الآن يحيى السنوار قبل تحريره ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" التي أبرمتها حركة حماس مع الاحتلال بوساطة ألمانية وبإشراف مصري في خريف عام 2011. 

وكانت عملية اقتحام وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير لسجن "نفحة" وتهديداته للأسير سلامة الجمعة الماضية، قد أحدثت حالة من الغضب بين صفوف الفلسطينيين، ووصفت وزارة الأسرى في غزة تلك التهديدات بأنها "تعبير حقيقي عن عجز الاحتلال وخوفه أمام العقلية الفذّة التي يتمتع بها الأسرى داخل السجون".

وقال المتحدث باسم الوزارة إسلام عبده لـ"فلسطين": إن "الأسرى قادرون على تجاوز كل العقبات والصعوبات في سبيل توثيق التاريخ المشرّف لشعبنا".