فلسطين أون لاين

حقٌّ حصري لا جدال فيه.. فماذا أنتم فاعلون؟

يحتاج الفلسطيني لقراءة جيدة للخطوط العريضة لحكومة نتنياهو السادسة، حكومة بن غفير وسموتريتش وماعوز اليمينية التوراتية الأصولية. ومن هذه الخطوط العريضة قول وثيقتهم: أرض إسرائيل "حق حصري للشعب اليهودي الذي لا جدال فيه في جميع أنحاء أرض إسرائيل".

وثيقة الخطوط العريضة للحكومة في هذه الجملة لا تتحدث عن سكان (إسرائيل)، ولا عن المواطنين اليهود الذين يسكنون في (إسرائيل)، بل تتحدث عن الشعب اليهودي، والشعب اليهودي مصطلح سياسي يجتمع فيه جميع يهود العالم أينما كانوا، أي أرض (إسرائيل) التي هي أرض فلسطين المحتلة، وهي الأرض التي كانت تحت الانتداب البريطاني، هي حق حصري للشعب اليهودي، وهذا يعني أمرين:

أولهما: الضم، بلغة غير مباشرة، وهذا يتفق مع تعاقد الشركاء بن غفير، وسموتريتش، وماعوز ونتنياهو، وشاس، ويهود هتوراة، فالحكومة تعلن الضم بخط عريض بلغة يمكنها المناورة مع الخارج لتفادي المعوقات، أما مع الشركاء فلا مناورة بل انطلاق للعمل والضم بحسب توجيهات عدم الاصطدام الفجّ مع المجتمع الدولي، وما يعرقل التطبيع مع العرب.

وثانيهما: إن الفلسطينيين من سكان الخط الأخضر والضفة الغربية ليس لهم حق مماثل في هذه الأرض، لذا قيل في العبارة (حق حصري للشعب اليهودي)، والفلسطينيون أينما كانوا على هذه الأرض ليسوا جزءًا من الشعب اليهودي، بل هم من العرب والمسلمين، وهؤلاء لا حق لهم في ضوء هذا الخط العريض، الذي هو موجه لحكومة نتنياهو السادسة. أي الوجود الفلسطيني هو وجود بموجب أمر واقع، وأمر تاريخي، ولكن ليس بموجب حق في هذه الأرض، ومن ثمَّ نحن أمام حكومة تشرع التمييز العنصري بين السكان، هذا له حق لأنه يهودي، وذاك ليس له حق لأنه عربي، ومن ثمَّ يمكن طرد من ليس له حق من البلاد إذا ما ارتكب مخالفة من المخالفات التي تحددها حكومة بن غفير.

وإذا لاحظنا تذييل العبارة بالقول: (الذي لا جدال فيه في جميع أنحاء أرض إسرائيل) نجد أن عبارة لا جدال فيه تعني أنه لا مفاوضات مع السلطة ومع العرب في هذا الحق الحصري الذي يمتلكه اليهود فقط، وأنه لا يمكن السماح بتدخل أميركي ودولي، ولا حتى الأمم المتحدة للنقاش في هذا الحق، أي المقولة موجهة لمجوعتين الأولى: المجموعة الفلسطينية والعربية، والثانية: الأمم المتحدة، والمجموعة الدولية. 

وتطبيقًا لهذه المفاهيم لم يرد في وثيقة الخطوط العريضة للحكومة أدنى كلمة عن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، أو الحلول السياسية، وعليه نقول: إن تطبيقات معاني هذه السياسية الأيدولوجية كانت مصاحبة للإعلان نفسه، ولا نحتاج لمراقبة الأعمال القادمة كما يزعم البيت الأبيض بأنه يراقب الأعمال، لا الأقوال.

خلاصة القول: انتهت يا عباس لعبة المفاوضات، وحل الدولتين، ولا يوجد وقت إضافي، أو ركلات ترجيح، مات الحكم والوسيط، وفازت حكومة نتنياهو وبن غفير بكامل الأرض والوطن، حقًا حصريًا للشعب اليهودي حيثما كان، وخرج من الحق الحصري محمود عباس، وسلطته، وسكان الضفة وغزة والخط الأخضر خروجا نهائيا، وعليه نسأل كل الفلسطينيين: ماذا أنتم فاعلون؟