إحياءً لميلاد انطلاقة حركة حماس الـ35، مِن كل أرجاء القطاع أتت الجماهير الفلسطينية المُؤيدة لِمشروع المقاومة؛ لتجديد البيعة لِحركة حماس بالمُضي قُدمًا في طريق الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن كامل بلاد فلسطين، وذلك في قلب ساحة الكتيبة (الخضراء) يوم الأربعاء الماضي الموافق الرابع عشر من ديسمبر.
ثورة الانطلاقة الـ35 لحركة حماس وتحديدًا في هذا العام، ليست حدثًا عابرًا، بل باتت حدثًا مفصليًّا يرقبه كل الذين راهنوا على فشلها وهزيمتها وتسليمها الراية البيضاء يوم أنْ شدّوا عليها وثاق حصارهم السياسي والاقتصادي بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006؛ لكن باءت محاولاتهم بالفشل وانقلبوا على أعقابهم خاسئين، هذا الحدث الجماهيري والحشد المهيب، يُعد بمنزلة استفتاء لمشروع المقاومة الذي حملته على عاتقها، وأيضًا يؤكد شرعيتها كحركة تحرر وطني فلسطيني.
بات من الواضح والمُؤكد أنَّه شارك في مهرجان انطلاقتها مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الداعم لنهج وخطى حركة حماس، المُؤيد لِخيارها الوطني، والمُساند لقرارها السياسي والعسكري، المُطمئن لفكرها الثوري المُقاوم، الواثق بوعدها له بتحرير الأسرى والمسرى والأقصى.
حماس وخلال مهرجانها الجماهيري الحاشد أرسلت رسائل عدّة وعلى كل المستويات، استطاعت بها تثبيت وجودها مُمثِّلًا سياسيًّا وشرعيًّا للشعب الفلسطيني، تُدافع به عن الثوابت الفلسطينية المُقدّسة، وتتبنّى خيار المقاومة، وتسعى لتحرير الأسرى وتدفيع الاحتلال ثمن مُماطلته في إتمام صفقة تبادل الأسرى.
وقد ظهرت رسائل حماس في إحياء ذكرى انطلاقتها من عدة أوجه، بداية من خلفية المهرجان، وما تضمَّنته من صورة المسجد الأقصى وحولها الأعلام لعدد من الدول، في إشارة إلى أنّ الشعوب العربية من هذه الدول وغيرها ستُشارك في تحرير المسجد الأقصى، أما عن الرسالة الأخرى فقد حملتها كلمة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، وقد تمثّلت في الوحدة الوطنية الجامعة لكل أطياف العمل السياسي الوطني، التي شاركت حماس في مهرجانها، وليس ذلك فحسب؛ بل أوصل فيها عدة مضامين للحضور الواسع مِن كل الفصائل السياسية وبأعلى مستوى وهم (الجهاد الإسلامي -الجبهة الشعبية -القيادي في حركة فتح أحمد حلس -عضو اللجنة المركزية السابق في حركة فتح ناصر القدوة -التيار الإصلاحي في حركة فتح -القيادة العامة -الجبهة الديمقراطية -حزب الشعب -فدا -الصاعقة -لجان المقاومة -حركة الأحرار -المجاهدين -حركة المقاومة الشعبية وغيرهم).
وكان من اللافت في الحضور وتلك من رسائل حماس السياسية المهمة، ألا وهي مشاركة المرأة الفلسطينية، في خطوة من شأنها تأكيد إبراز دورها في النضال الوطني وتربية الأجيال.
أما عن أبرز رسالة سياسية وعسكرية أرادت حماس ترسيخها وإيصالها فهي بثّ الكلمة المُسجّلة للقائد العام لكتائب القسّام محمد الضيف "أبو خالد" الذي شارك في كلمة له في انطلاقة لحماس، ولا سيّما أنّ لحضوره دلالة ورمزية كبيرة في مقارعة الاحتلال الصهيوني الذي يخشى منه لكونه صاحب العقيدة العسكرية والأمنية والإستراتيجية في حركة حماس.
ومن اللافت ذكره أنّ حركة حماس ومن خلال مهرجانها أولت قضية الأسرى اهتمامًا وحضورًا كبيرًا وجعلتها محط أنظارها، الذي تمثّل بعرض كلمة لِقيادتها في سجون الاحتلال، وربطت ذلك وحدة الظل في كتائب القسّام من خلال المفاجأة بالكشف عن بندقية الضابط الصهيوني المفقود هدار جولدن، الأسير لديها، وقد اغتنمت سلاحه في معركة العصف المأكول عام 2014، وهذه إشارة مهمة لتحريك ملف تبادل الأسرى وتأليب الرأي العام "الإسرائيلي" على الحكومة الصهيونية.
أخيرًا، وبمشاركة المدّ الجماهيري الحاشد، مهرجان انطلاقة حركة حماس الـ35، يتضح بأنّ الطريق نحو تحرير القدس والأقصى بات قريبًا، كيف لا وقد رفعوا شعار حماس و جيشها القسّام، آتون بطوفانٍ هادر.