تبدأ فعاليات (عيد الأنوار) التلمودي في دولة الاحتلال يوم الأحد ١٨ ديسمبر، ويستمر حتى ٢٦/ ديسمبر، وما يلفت النظر في هذه السنة ٢٠٢٢م هي دعوات الجماعات اليهودية المتدينة والصهيونية الدينية للجمهور الإسرائيلي لتكثيف عمليات اقتحام المسجد الأقصى، وإيقاد الشمعدان، والصلاة التلمودية فيه. وقد تزامنت هذه الدعوات التحريضية غير المسبوقة من حيث الكثافة والكثرة مع نزع يافطة وضعتها الحخامية اليهودية على مدخل باب المغاربة تحذر اليهود من دخول المسجد الأقصى. هذه اليافطة التحذيرية تمّ نزعها، ليحل محلها دعوات ابن غفير وسموتريتش بتشجيع اليهود على اقتحام الأقصى، وتلقى جوائز تشجيعية في مقابل ذلك.
الوضع القائم والمحيط بالأقصى خطير، ويبعث على القلق، ويهدد سلامة المسجد الأقصى وحقوق المسلمين الخالصة فيه، لذا دعت (الهيئة الإسلامية المسيحية العليا) في القدس سكان القدس للتصدي لهذه الاقتحامات وإفشالها.
الأعياد اليهودية التي تتصف بالكثرة وبالأبعاد الأسطورية عادة تصبّ البنزين على النار في الأقصى، فما إن تنطفئ نار عيد حتى يأتي عيد آخر يجدد اشتعال النار بقوة أكبر وأوسع، وهكذا تتواصل حركة الصراع بشكل شبه يومي في المسجد الأقصى ومحيطه، ولا أحسب أن نيران هذا الصراع ستخمد وتتراجع، بل من المرجح أن تتأجج وتتسع مع حكومة نتنياهو ابن غفير القادمة.
إن خطر حكومة اليمين والمتطرفين يتزايد ويكتسي خطابا تلموديا يجعل الصراع الديني حقيقة واقعة، ومن ثمة يتعقد الصراع فلا حلّ إلا بانتصار طرف من الطرفين، وهنا يصرّ المستوطنون والمتطرفون من جماعات الهيكل وغيره على تحقيق النصر، والوصول إلى تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، كخطوة تسبق حلم هدمه وإقامة الهيكل.
الصراع المفروض على الأقصى يتعاظم ويشتد، ولا تكاد سلطتنا تفعل شيئا، والهاشميون لا يفعلون شيئا، والجهة الوحيدة التي تتحمل أعباء الدفاع عن الأقصى هم المرابطون والمرابطات من سكان المدينة وضواحيها. إنه رغم الأداء الجيد للمرابطين فإنه لا فرص كبيرة للنجاح ما لم يدعمهم الهاشميون، وقادة السلطة، وقادة الفصائل، وأحرار العالم.
عيد الأنوار امتحان صعب للمرابطين، ودعم المرابطين واجب، وخذلانهم تفريط، ومن هنا كانت دعوة الهيئة الإسلامية المسيحية العليا. اللهم احفظ وانصر من دافع عن الأقصى.