من يتابع التقارير الإحصائية للشهداء الفلسطينيين على يد الاحتلال في السنتين ٢٠٢١م، و٢٠٢٢ م، يجد أن شهداء السنة الحالية يتجاوز خمسة أضعاف شهداء سنة ٢٠٢١م، إذ استشهد فيها (٤٧) فلسطينيًّا، بينهم (٨) أطفال، على حين قتلت (إسرائيل) في سنة ٢٠٢٢م حتى نهاية نوفمبر (٢١٤) فلسطينيًّا، منهم (١٥٨) في الضفة الغربية، وآخرهم عمار حمدي مفلح (23) عامًا، الذي أعدم من نقطة الصفر بالقرب من قرية حوارة جنوب نابلس، وكان يمكن اعتقاله، وتجنب القتل لو أراد الجيش ذلك؟!
حين قرر (بينيت) عملية (كاسر الأمواج) في الضفة الغربية زادت عمليات القتل المتعمد بغرض القتل، فقتل في ظل هذه العملية مائة أو يزيدون، ومن المتوقع في ظل حكومة نتنياهو-ابن غفير أن يزيد القتل، وأن يزيد هدم البيوت، وأن يزيد الاستيطان.
دولة الاحتلال التي تعي جيدًا ما تعمله في الميدان، وتعي أن لكل فعل ردة فعل، وأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، ترسل بحسب وسائل الإعلام تهديدًا لحماس والفصائل في غزة، وتحاول أن تستغل مونديال قطر بطريقة إجرامية بشعة بحيث تكبل أيدي المقاومة، على حين هي تواصل القتل اليومي الممنهج والمتعمد، وأخيرًا وليس آخرًا قتلها عديلي من نقطة الصفر إعدام مقصود.
قادة الفصائل وقادة السلطة استنكروا عملية إعدام مفلح، وتظاهر الفلسطينيون ضد الإعدام المباشر، وصدرت بيانات عن الفصائل تستنكر وتهدد بالانتقام، ولكن قادة الفصائل لديهم إحساس عالٍ بالمسؤولية التي يتطلبها المونديال، وما يستوجب عليهم فعله لإنجاحه، ولديهم مسؤولية عالية نحو صدِّ عمليات الإعدام ومواجهة موجة القتل اليومي، المسكونة باستغلال إسرائيلي للمونديال.
هذه الحالة تقول إن فرص تفجر الأوضاع والصراع بعد انتهاء أعمال المونديال تبدو راجحة، وتبدو أن الضفة وغزة تتجه نحو موجة أوسع من الصراع، إذ ليس من المرجح أن يتراجع جيش ابن غفير عن القتل اليومي لأدنى ملابسة، ودون ملابسة.
نعم، الفصائل تحترم الدور القطري والدور المصري، ولكنها بعد المونديال تكون قد وفّت بالمطلوب منها، ويرجح أنها لن تترك عمليات إعدام الفلسطينيين دون ردّ، على قاعدة القتل أنفى للقتل، وفي القصاص حياة.