فلسطين أون لاين

"لنقرأ لهم".. جلسات ثقافية لسد الفجوة بين الكاتب والقارئ

...
"لنقرأ لهم".. جلسات ثقافية لسد الفجوة بين الكاتب والقارئ  (الصورة أرشيفية)
غزة/ مريم الشوبكي:

مجموعة من الكُتاب الناشئين، والشباب المولعين بالقراءة، قرروا أن يجتمعوا في مقهى في وسط البلدة القديمة بغزة وإطلاق مبادرة "لنقرأ لهم"، من خلال شراء كتاب أحد الكُتاب بغزة، واستضافته في إطار جلسة ثقافية شيقة، يتعرفون منه على تجربته الأدبية، ويتطرقون للصعاب التي واجهها.
يهدف القائمون على المبادرة وهم 15 شابًا وشابة، لإغلاق الفجوة بين الكاتب والقارئ، بحيث يكون اللقاء فيه مجال للقارئ يسأل، ويستفسر، لأن هناك شبابًا لديهم مواهب بالكتابة الإبداعية وبحاجة إلى خبرة أشخاص سابقين.

انطلقت المبادرة من موقف حدث مع الكاتبة صابرين أبو عسكر من جباليا شمال قطاع غزة، حينما طلب منها مجموعة من الأصدقاء مشاركتها حفل توقيع مجموعتها القصصية "واحد وعشرون خريفًا" ولم يتمكنوا من الحضور، حينها قررت عمل المناقشة في مكان عام ودعت الأصدقاء على صفحتها بـ"فيسبوك" لمشاركتها.

دعم الكاتب

وتبين أبو عسكر (30 عامًا) أن لـ"لنقرأ لهم" تسلط الضوء على الكاتب الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص للتعرف على تجربته الأدبية، وكيف تخطى كل المعيقات ليصبح بهذه الصورة التي نراها اليوم، والأهم دعم الكاتب معنويًا للاستمرار.

وتوضح لـ"فلسطين" أن العالم يعيش في تطور تقني وتكنولوجي هائل، وبنفس الوقت تشوّه ثقافي كبير يحيد عن مساره السليم، ومع ذلك هناك فئة شبابية مهتمة ولديها قابلية لتتواجد في لقاء ثقافي مثمر.

وتلفت إلى أنها نظرًا للإقبال القليل على أعمال الأدباء الفلسطينيين، اتجهت لتسليط الضوء على الكُتاب الناشئين بشكل خاص وتحفيزهم، وعلى الكُتاب الذين قطعوا شوطًا كبيرًا في الأدب والاستفادة منهم ومن تجاربهم، وحتى نكون امتدادًا لهم وامتدادًا لثقافة سليمة.

في بداية انطلاق المبادرة أُحبطت أبو عسكر ولكنها لم تستسلم، تقول: "تم تحديد يوم للقاء في مكان عام قرب المسجد العمري، وبإمكاني القول إنني كنت سأفشل لأن الحضور كان فقط ٦ أشخاص".

وتتابع: "لم نعاود عقد جلسة أخرى لأن الجلسة التي كانت تعقد كانت تحت بند اخدم نفسك، كل شخص يشتري الكتاب وضيافته ويدفع رسم دخول المكان المحدد، وهذا ما أثبط العزيمة قليلًا في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب".

بعد فترة بدأت التساؤلات لم لا نعقد لقاء جديدًا؟، حينها خطرت في بالها فكرة تقديم ورقة المبادرة لمؤسسة أهلية للتمويل، وبالفعل خاطبت أبو عسكر جمعية الخريجات وحصلت على تمويل صغير أمَّن ثلاثة لقاءات، بحيث يحصل المشارك على الكتاب والضيافة ويدخل المكان مجانًا، "وبإمكاني القول إن هذا الفريق هو سبب نجاح المبادرة واستمراريتها مستقبلًا".

وتطمح الكاتبة الشابة بأن تستطيع زراعة شيء مثمر في نفوس الشباب، والارتقاء بحال الكُتاب الناشئين.

تطوير المبادرة 

ومن جهته يأمل إبراهيم عودة الذي يدرس العلوم السياسية بأن تتواصل اللقاءات، وأن تتضاعف أعداد الشاب المشاركة بما يحقق نقاشًا أعمق، "وخلق ثقافة مغايرة للقاءات الثقافية النمطية التي تُعقد في نفس الأماكن مع الأشخاص ذاتها".

ويشير إلى أنه يتطلع إلى تطوير فكرة المبادرة، بحيث تشمل فئة الأطفال من أجل تشجيعهم على القراءة، وعقد لقاءات عبر الزوم مع كُتاب من الضفة الغربية. 

وينبه إلى أن المبادرة تمكنت من استقطاب فئة ذوي الإعاقة بصريًا المهتمين بالقراءة، حيث يأخذون فكرة عامة عن الكتاب، من خلال قراءة بعض النقاط وفقرات منه، مشيرًا إلى أن أحد المبادرين يقوم بتسجيل الكتاب صوتيًا لهذه الفئة لكي يسهل عليهم سماعه.