فلسطين أون لاين

حكومة نتنياهو الجديدة "غير جاهزة" لمثل هذه العمليات

تقرير محللون لـ "فلسطين": "عملية القدس" شكّلت منعطفاً جديدة في وسائل المقاومة بالضفة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

شكّلت عملية القدس منعطفاً جديداً ومهماً في الوسائل التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية المحتلة، سيّما أن دولة الاحتلال لم تشهد هكذا عمليات منذ سنوات طويلة، الأمر الذي خلق حالة من الصدمة لدى حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة من جهة، والمجتمع الإسرائيلي من جهة أخرى، حسبما يرى محللون.

وقُتل إسرائيلي وأصيب 22 شخصا على الأقل، بجراح وصفت بين المتوسطة والخطيرة جداً بانفجارين في مدينة القدس المحتلة، وقع الأول في محطة للحافلات في منطقة "جفعات شاؤول"، أما الثاني فوقع في حي "راموت"، وتشير تحقيقات الاحتلال إلى أن العبوتين تم تفجيرهما عن بعد.

وفي أعقاب العمليتين، أعلنت شرطة الاحتلال عن رفع حالة التأهب إلى الدرجة قبل القصوى في جميع أنحاء دولة الاحتلال، خشية تنفيذ عمليات بطولية أخرى.

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة، إن عملية القدس أحدثت صدمة في أوساط المجتمع الإسرائيلي وقادته، كونه لم يشاهد مثل هذه العمليات منذ فترة طويلة، معتبراً إياهاً "انعطافاً جديداً في وسائل المقاومة".

وأوضح جعارة لصحيفة "فلسطين"، أن الذي أزعج الاحتلال من العملية هو أنها جاءت من بُنية تحتية ويتضح فيها التخطيط المُسبق، على خلاف العمليات الفردية الأخرى التي يستطيع الاحتلال الوصول إلى منفذيها.

وبيّن أن هذه العمليات تحتاج إلى جهد كبير للوصول للمنفذ، خاصة أنه جرى فيها استخدام تقنيات حديثة، مثل الهاتف الذكي، وهو ما يؤرق الاحتلال ويزيد من صعوبة الوصول للمنفذ.

وبحسب قوله، فإن لمثل هذه العمليات تداعيات أمنية كبيرة على حكومة الاحتلال، تتمثل بفقدان الثقة بتوفير الأمن للمجتمع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الاحتلال يعجز عن الحصول على "صفر" مقاومة من الفلسطينيين في الضفة وغزة وحتى الداخل المحتل.

وأكد أن عدم السيطرة على المقاومة تُربك قادة الاحتلال وتفقدهم السيطرة على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعن تهديدات قادة الاحتلال ومنهم المتطرف ايتمار بن غفير، ودعوته لاجتياح الضفة وإعادة الاغتيالات في قطاع غزة، فإن جعارة اعتبرها "وسيلة انتخابية دعائية أكثر منها سلاح استراتيجي"، خاصة أن الاغتيالات لن توقف المقاومة. 

حق المقاومة

من ناحيته، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي، أن "عملية القدس" وغيرها من العمليات الأخرى لا يمكن عزلها عما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم مستمرة في مختلف مدن الضفة الغربية.

وبيّن الهندي لـ "فلسطين"، أن العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي للمقاومة على الرواية الإسرائيلية التي تعتبر الفلسطينيين مجموعة من الإرهابيين ويجب القضاء عليهم.

وقال: "الفلسطينيون في الضفة أمام عنف وإرهاب متوصل من قوات الاحتلال، الأمر الذي يتطلب الرد بالمثل سواء بالمقاومة الشعبية أو المسلحة".

واستبعد ان تتوقف المقاومة، في ظل استمرار (إسرائيل) ارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين والتنصل من الحقوق الأساسية لهم، متوقعاً أنه "في حال زيادة العمليات منذ هذا النوع ستدفع الاحتلال باتجاه التصعيد ضد الفلسطينيين".

أما المحلل في الشأن الإسرائيلي من الداخل المحتل إيهاب جبارين، فقد رأى أن هذه العملية والتصعيد الفلسطيني، لم تستعد له حكومة الاحتلال الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو.

وتوقّع جبارين لـ "فلسطين" أن تواجه حكومة الاحتلال الجديدة ضغوطاً سياسية وميدانية من المجتمع الإسرائيلي الذي يطالب بتوفير الأمن والحماية له

وبيّن أن (إسرائيل) غير معتادة على هذه العمليات النوعية، كونها لم تحدث منذ سنوات طويلة، حيث تُعيد ذاكرة الشارع الإسرائيلي إلى عمليات الباصات المفخخة وغيرها.

وتوّقع أن تتخذ الردود الأمنية الإسرائيلية شكلاً مختلفاً يعتمد بالدرجة الأولى على محاولة تثبيت هيمنتها كرد فعل أولي، عبر ارتكاب المزيد من العمليات الاجرامية ضد الفلسطينيين، والتي قد تستخدم فيها "طائرات مُسيرة" كما كانت توعدت سابقاً.

كما توّقع أيضاً أن يُقدم الاحتلال على تصعيد سياسة العقاب الجماعي وفرض ما يُسمى الحصار على مخيمات القدس.