فلسطين أون لاين

تقرير "القدس في قلب الصراع".. عنصرية (إسرائيل) في عشرين دقيقة

...
صورة أرشيفية

القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

استطاع المصور المقدسي أيمن أبو رموز وزميله الجنوب إفريقي دان بيتمن، تأكيد حقيقة المجتمع الإسرائيلي بصفته الاحتلالية العنصرية القائمة على التطهير العرقي.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي توج فيلم "القدس في قلب الصراع" بجائزتي أفضل تصوير وأفضل تغطية إخبارية من بين 30 فيلما عالميا خلال مهرجان "إيمي" للأفلام، الذي أقيم في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

يقول أبو رموز لـ"فلسطين" إن الفيلم أنتج ونشر على منصة "Vice News" العالمية، وشارك في صناعته فريق مكون من المراسلة العراقية هند حسن، ولمى العريان الفلسطينية الأمريكية الجنسية، وقد تنقل الفريق بين أماكن متفرقة في القدس المحتلة.

ويوضح أن الفريق مكث 20 يومًا في تصوير الفيلم، فنقل أحداثا جساما في الشيخ جراح، والتطهير العرقي لاقتلاع سكانه من بيوتهم، والاعتداءات الإسرائيلية التي حدثت ضد المصلين داخل الأقصى.

ويقول أبو رموز: "في البداية كانت فكرة الفيلم الرئيسة عن تناول أحداث الشيخ جراح وتهجير سكانه قسريا، ولكن مع تصاعد الأحداث والتهابها اقترحت تناول كل الأحداث الدائرة في مدينة القدس، وبعدها انتقل الفريق لتصوير الأحداث في قطاع غزة، وتناول العدوان الإسرائيلي الذي تزامن مع تلك الأحداث".

وعن الأحداث التي تناولها الفيلم، يضيف: "معظم قصة الفيلم بُنيت على أحداث حي الشيخ جراح بالقدس، الذي واجه سكانُه الاعتداءات من الاحتلال الإسرائيلي بالاعتقال والتفتيش والضرب وتقديم الحماية للمستوطنين الذين حاولوا الاستيلاء على المنازل".

وتناول الفيلم شخصية منى الكرد التي بدت أيقونة فلسطينية في تلك الفترة، مدافعة عن حقها في منزلها، وحق بقية السكان بالبيوت التي يريد الاحتلال تهجيرهم منها، وكانت صوتَ أهالي الشيخ جراح في الفيلم، بحسب أبو رموز.

ويتابع: "لمدة عشرين يومًا لم أغادر الشيخ جراح، فكل البيوت كانت مفتوحة لي. كنت أتناول وجبة الإفطار في رمضان مع السكان، لكي أتمكن من توثيق كل الأحداث في الحي وتصوير صمودهم، وتكاتف الأهالي بعضهم مع بعض، والمؤازرة لهؤلاء الناس من خارج الحي".

ديمقراطية زائفة

وعن الصعوبات التي واجهها أبو رموز وفريق عمله، يؤكد أن سلطات الاحتلال أعاقت تنقلهم لرفضها التصوير، ومنعتهم من دخول بعض المناطق، ناهيك بتعرضهم لهجمات من المستوطنين ورشهم بالمياه العادمة، والغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، مشيرًا إلى أن الاحتلال "يحاول تجميل صورته وديمقراطيته المزيفة أمام العالم".

وعن لحظات إعلان فوز فيلم "القدس في قلب الصراع" على منصة المهرجان، يقول أبو رموز إنه شعر بالفخر لتمكنه من نقل صورة التطهير العرقي الذي تتعرض له المدينة المقدسة، "وأهدينا الفوز فورًا لروح الشهيدة شيرين أبو عاقلة".

ويرى أنه مجرد ترشيحه للجائزة يعد إنجازا للفريق، في ظل التنافس الكبير بين صانعي الأفلام المحترفين حول العالم.

ويطمح أبو رموز لتوصيل رسالة الشعب الفلسطيني، والتطهير العرقي الذي يتعرض لها بكل موضوعية للعالم. 

ويؤكد أن الأفلام الوثائقية لها أهمية كبيرة ولا سيما إذا تناولت قضية القدس، التي تظهر الصورة الحقيقية التي يعيشها المواطن الفلسطيني في بلاده المحتلة التي يدعي محتلها أنه "واحة للديمقراطية".

تهجير قسري

ويقطن الشيخ جراح أكثر من 3 آلاف فلسطيني على مساحة أراضٍ تقدر بنحو ألف دونم، وهي آخر ما تبقى لهم من أراضٍ بعد مصادرة آلاف الدونمات من أراضي السكان التي أقيمت فوقها 3 مستوطنات تعرف بمستوطنات التلة الفرنسية.

ويتهدد المنطقة التي يوجد بها 28 منزلا خطر الإخلاء والتهجير القسري، وإحلال المستوطنين، في حين صدقت الحكومة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس على إقامة حي استيطاني وسط الشيخ جراح يضم 500 وحدة استيطانية، وتوفر الدوائر الحكومية الإسرائيلية للجمعيات الاستيطانية الملفات والمستندات والوثائق المزيفة التي تدّعي ملكيتها للأرض والعقارات قبل نكبة عام 1948.

 

المصدر / فلسطين أون لاين