فلسطين أون لاين

اعتراف إسرائيلي بتعمّد التساهل في إطلاق النار على الفلسطينيين

أسفرت إجراءات الاحتلال في الأسابيع والأشهر الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن مضاعفة أعداد الضحايا الفلسطينيين من الشهداء والجرحى، بصورة لافتة، وهو ما يمكن اعتباره "قفزة كبيرة" في الأعداد مقارنة بعام 2021، حيث استشهد 76 فلسطينيًا في إطلاق النيران من جيش الاحتلال، و20 استشهدوا خلال عام 2020، في حين أنه منذ بداية العام الجاري وصلت أعداد الشهداء إلى 129 فلسطينيًا بنيران الاحتلال.

تتحدث الأوساط العسكرية الإسرائيلية أنه من إجمالي أعداد الشهداء الفلسطينيين للعام الحالي 2022، هناك 29 من جنين، 26 من نابلس، 15 من مدن جنوب الضفة الغربية حيث الخليل والقدس وبيت لحم، و10 من وسط الضفة الغربية حيث رام الله وما حولها، مما يشير الى تصاعد المواجهات والاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها: المسلحة منها والشعبية.

مع العلم أن تصاعد أعداد الشهداء الفلسطينيين يتزامن مع زيادة الاستهدافات عند المناطق الحدودية حيث تتزايد أعمال تهريب الأسلحة والوسائل القتالية الى الضفة الغربية، على حدّ مزاعم الاحتلال الذي كشف أن الطلب عليها يزداد، مما حدا به لبناء كيلومترين من السور في مناطق التهريب، وفي منطقة جنين سيتم تسريع وتيرة العمل لبناء الجدار في موقعين رئيسيين، وبحلول أغسطس 2023، سيتم الانتهاء من 50 كيلومترًا من العمل. 

تدّعي محافل الاحتلال أن هذه خطوة هامة لأنها ستقطع أخيرًا بين جنين وأم الفحم والمنطقة المحيطة بها لمنع وصول الأسلحة من جهة، ومن جهة أخرى للحيلولة دون تسلل الفلسطينيين نحو الداخل المحتل، كما قررت قيادة جيش الاحتلال إنشاء كتيبة جديدة للعمل على طول خط التماس مشابه لنظيرتها على الحدود المصرية والأردنية، وتحويل ميزانية خاصة للقوات وشراء مائة آلية عسكرية جديدة سيتم توزيعها على طول خط التماس.

مع دخول فصل الشتاء، وعلى خلفية شكاوى الجنود والضباط في الميدان من سوء الأوضاع، ومشاكل الحماية، مع التركيز على نقاط الاحتكاك ومرور الفلسطينيين، فقد قرر جيش الاحتلال شراء عشرات العربات المدرعة لصالح القوات لمنع السفر في المركبات "الخفيفة" وغير المحمية، خوفًا من هجمات إطلاق النار من المقاومين، والاحتكاك الذي قد يزداد مع تقدم العمل على الجدار والسياج على طول خط التماس.

تشير هذه المعطيات الإسرائيلية الى تراخي لافت في ضغط أيدي جنود الاحتلال على الزناد في إطلاق النار على الفلسطينيين، حتى دون تعرضهم للخطر، مما يعني وجود ضوء أخضر من المستويات العسكرية والسياسية العليا لاستباحة دماء الفلسطينيين، وبأي ثمن، الأمر الذي وجد ردود فعله في تنامي عمليات المقاومة للثأر والانتقام من هذه السياسة الدموية.