فلسطين أون لاين

ذكرى اغتيال رابين تثير عاصفة بين الإسرائيليين

من جديد، وفي الذكرى السابعة والعشرين لاغتيال رئيس حكومة الاحتلال السابق إسحاق رابين، أعيد تبادل الاتهامات بين اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه قاتله يغآل عامير، وجهاز الأمن العام- الشاباك، الذي كان مكلفاً بحمايته، لكن اليمين يتهمه بالتواطؤ في قتله.

صحيح أن هذه الاتهامات تبرز مجددا مع كل عام، وفي الذكرى السنوية لعملية الاغتيال في أوائل نوفمبر، لكن ما أعلنه قبل أيام رئيس حزب الصهيونية الدينية، عضو الكنيست بيتسلئيل سموتريتش، أثار ضجة في الكنيست، باتهامه جهازَ الشاباك بتشجيع القاتل على اغتيال رابين، وبالرغم مما أثارته هذه الاتهامات المتبادلة من استقطاب داخل الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، وصولا إلى الأمنية منها، فإن المزاعم التي أدلى بها سموتريتش يبدو أنها ضد الحقائق على الأرض.

لا يختلف الإسرائيليون على أن مقتل رابين يعد أحد الأحداث الرئيسة التي سيتم التحقيق فيها بشكل شامل وكامل في تاريخهم الحديث والمعاصر، لكن الغريب فعلا أنه حتى بعد 27 عاما على الاغتيال، يوجد في صفوف اليمين، ممن حرضوا على قتله، من يريد تزوير بعض الحقائق، وتلفيق أخرى، والالتفاف عليها. 

مع العلم أن هناك الكثير مما قد يقال عن فشل الشاباك بالفعل في حراسة رئيس الوزراء، وهو فشل خطير ومدوٍّ، سواء في أمن رابين الشخصي، أو في عدم الحصول على معلومات استخباراتية بشأن نية ملموسة لاغتياله، وفي هذه الحالة يمكن الحديث بكثير من الثقة أن الجهاز الأمني الإسرائيلي يتهرب من المسؤولية عن إخفاقاته، مع العلم أن التسلسل القيادي الكبير بأكمله في الشاباك في ذلك الوقت، طردوا، أو استقالوا، سواء رئيسه كرمي غيلون، ورئيس شعبة الأمن، وقائد وحدة الأمن الشخصي، كما نُقل رئيس فرع العمليات من منصبه. 

اللافت أن سموتريتش، الذي يسوق هذه الاتهامات ضد الشاباك، كان صبيًا وقت اغتيال رابين، ولذلك فهو قد لا يتذكر جيدًا التحريض الذي اتسمت به تلك الفترة ضد رابين، الأمر الذي ساهم في تسميم الأجواء التي أدت إلى القتل في النهاية، واليوم بعد مرور أكثر من ربع قرن على الاغتيال يتسبب هذا اليميني المتطرف الذي قد يحمل حقيبة وزارية مرموقة في الحكومة الجديدة بنشوب هذه العاصفة المدوية.

لعلها من مفارقات الأقدار أن تصدر هذه الاتهامات للشاباك من عضو كنيست يفترض أن يحظى بعد أيام قليلة بموقع وزاري مهم، وهو ذاته الذي سيتكلف الشاباك أيضا بتوفير الحماية الأمنية المعززة له، كيف سيكون موقفه حينها من حراسه؟ هل سيتهمهم بالتواطؤ لقتله كما فعلوا برابين، حسب ادعائه؟!