فلسطين أون لاين

تقرير الأسير موسى صوفان.. اجتمعت عليه ثُلاثية "المرض والفقد والإهمال الطبي"

...
الأسير موسى صوفان - أرشيف
طولكرم - غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أضعافٌ مضاعفة تلك المعاناة التي يعانيها الأسير المريض موسى صوفان، فبين شدة مرضه والإهمال الطبي، وأشقائه الذين يقبع اثنان منهم في سجون الاحتلال بأحكام عالية أيضاً، يمنع الاحتلال شقيقه الثالث من زيارته بذريعة كونه أسيراً سابقًا.

فـ"صوفان" المحكوم بالمؤبد مدى الحياة انتزعه الاحتلال الإسرائيلي من بين بناته الأربع، وأصغرهن لم تتجاوز وقتها 3 سنوات، وكان يتيم الأم، فلم يكنْ يزره طوال السنين الماضية سوى والده، الذي توفي العام الماضي، وحينها غدا "موسى" وحيداً.

اقرأ أيضاً: تدهور جديد يطرأ على صحة الأسير موسى صوفان

أما شقيقاه عدنان "محكوم بالمؤبد" ومحمد محكوم بـ18 عاماً، بينما الرابع سامح أسيرٌ سابق (تحرر عام 2017م) وممنوع أمنياً من زيارته، يقول سامح لـ"فلسطين": "قضى والدي عمره متنقلاً بين السجون، مرةً عندي وثانية عند موسى وثالثة عند عدنان ورابعة عند محمد".

ويستدرك بالقول: "لكن أكثر ما آلم والدي رحمه الله، مرض موسى ومعاناته الكبيرة داخل السجون مع مرض السرطان في ظل إهمال الاحتلال له، وكان يخشى أنْ يظل وحيداً دون أن يزوره أحدٌ منا كما هو اليوم".

ولذلك أخذت بناته الأربع على عاتقهنّ "جميعهن متزوجات" توزيع الزيارات بينهن، على أن تزوره كل منهن مرة، ثم الثانية وهكذا...، "لكن كثيراً ما يتجشمنّ عناء رحلة الزيارة ولا يستطعن اللقاء به حيث يكون يخضع لجلسات علاج".

وفي المرات القليلة التي يُتاح لـ"موسى" أن يهاتف فيها شقيقه أو يرسل له رسالة يخبره بأنه يتمنى الموت على البقاء في هذه الحالة، فهو يتحسس ويشعر بأنه يُثقل على الأسرى الذين لا يستطيعون النوم بسبب أناته وآلامه طوال الليل.

وعن تأثير الإهمال الطبي الذي يمارسه الاحتلال ضد "موسى"، يقول سامح: "وصل بهم الإهمال لدرجة أنْ يعطوه إبر للعلاج كان من المفترض أن يأخذها في مكان طبي معقم، في الزنزانة".

اقرأ أيضاً: حماس تجدد عرض المبادرة الإنسانية للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن

ويشير صوفان إلى أن السرطان يأكل جسد شقيقه منذ عشر سنوات خلت دون أدنى اهتمام من سلطات الاحتلال، حيث أجروا له عملية جراحية، لكنهم لا يوفرون له العناية الطبية اللازمة، ويماطلون في إعطائه الأدوية والإبر بحجة أنها غير متوفرة في عيادة السجن كما أنهم لا ينقلونه للمشفى إلا عندما يصل لوضع صحي غاية في الصعوبة، الأمر الذي يزيد من معاناته.

لقاء غير مخطط له

ولم تسمح سلطات الاحتلال لـ"سامح" عندما كان معتقلاً بلقاء شقيقه موسى إلا أن القدر منحهما خمس دقائق من اللقاء، "التقينا في أثناء التنقل بين السجون والمحاكم على حاجز "الجلمة"، عرفته من صوره التي كان يخرجها من السجن، فقد اعتقل وأنا عمري 14 عاماً".

ويضيف:" صرخت باسمه لأتأكد فبادرني بعناق طويل رغم أنف جنود الاحتلال الذين حاولوا أن ينتزعوه من حضني مراراً، إلى أن نجحوا في ذلك، لكن لم ينجحوا في نزع دفء هذا اللقاء من مخيلتي.

أما حنان صوفان "ابنة موسى" فتشير إلى أنها ترى ملامح الهزل والتعب على والدها كلما زارته، فهو يعاني حمى البحر المتوسط إلى جانب السرطان، ورغم ذلك فهو يحاول أن يبدو متماسكاً أمامها وأمام شقيقاتها ويخبرهن بأنه بخير.

وتقول: "لم يشهد طفولتي ولا شبابي ولا زواجي، فهو يحاول ألا يزيد ألمي بالتعالي على جراحه، لكنني أدرك مدى معاناته من صوته الذي بالكاد يخرج من فمه في أثناء الزيارة، وهو يسألني عن حالي حال شقيقاتي".

وكان نادي الأسير أفاد في بيان، بأن الأسير موسى صوفان، يواجه تدهورا مستمرا على وضعه الصحي، حيث يعاني الإصابة بورم في الرئة، وإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تماطل في علاجه، إضافة إلى بعض الأعراض الصحية الأخرى مثل السعال الشديد المتواصل وآلام في الصدر والأطراف، وصعوبة في النوم من جراء ذلك.