داخل زنازين وسجون الأجهزة الأمنية التابعة لِسلطة فتح محمود عباس تجاوز اعتقال أحمد نوح هريش المحرر سابقًا من سجون الاحتلال الصهيوني مُدة الأربعة أشهر، أيضًا اعتقال رفاقه منذر رحيب وجهاد وهدان وقسام حمايل، وقد تواصلت المُطالبات والدعوات والمُناشدات من قِبل عائلة أحمد هريش، والتي لم تتوقف عن مُناشداتها ودعواتها لأجل الإفراج عن ابنها؛ نظرًا لتردِّي وضعه الصحي داخل ما يُعرف بسجن "مسلخ أريحا" تحديدًا بعد تَعرُّضه على يد أفراد أجهزة السلطة للتعذيب الشديد لساعات وأيام وأسابيع طويلة خلال فترة اعتقاله الأولى، وحتى تلك الأيام لا يزال يُعاني فيها أشدّ أنواع وصور المعاناة لدرجة حرمانه من رؤية مولوده الأول كرم، الذي وضعته زوجته في مُنتصف شهر أغسطس بعيدًا عنه، حينها طالبت وناشدت عائلته السلطة بالسماح لابنها المعتقل لرؤية طفله الأول ولو مُكبّلًا؛ لكنَّ السلطة رفضت وتجاهلت مطلبهم، ولم تستجب لأي نداء من قِبل عائلة المعتقل السياسي أحمد نوح هريش، وهذا انتهاك وجريمة مكتملة الأركان من قبل السلطة؛ بل تعد مُخالفة واضحة لكل الأعراف والقوانين والمواثيق والقيم الإنسانية.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المُناشدات والمُطالبات لإنقاذ حياة المعتقل السياسي أحمد هريش لم تتوقف منذ اعتقاله فقد أطلقت عائلته نداءات مُتكررة عبر عدّة بيانات لها طالبت فيها بالتدخل الفوري للإفراج عن ابنها المعتقل في سجون السلطة منذ أكثر من 4 أشهر، وأكدت أنّ أحمد يعاني أوضاعًا صحية متدهورة، حيث نُقل للمستشفى مرات عدّة من جراء التعذيب الشديد في مسلخ أريحا وفي سجن بيتونيا ما أدّى به إلى الخوض مع رفاقه بالإضراب المفتوح عن الطعام والمتواصل منذ 45 يومًا احتجاجًا على استمرار اعتقالهم التعسفي دون وجه حق.
أسماء هريش المُتحدِّثة باسم أهالي المعتقلين السياسيين وشقيقة المعتقل أحمد هريش كشفت عن تعنت السلطة وتجاهلها مطالب عائلات المعتقلين السياسيين وشدّدت على ضرورة الوقوف إلى جانب المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.
ومما لا شك فيه تزايد جرائم وانتهاكات السلطة الفلسطينية بحقّ المعتقلين السياسيين، والتي لم تتوقف عند حدّ التعذيب الجسدي والنفسي بل وصل الأمر بها إلى رفض إدارة سجون السلطة تزويد المعتقلين المضربين عن الطعام بالملح، في حين زودتهم بزجاجتي ماء بحجم صغير فقط، وهذه سياسة مُمنهجة تتبعها إدارة السجون التابعة للسلطة، والتي تتفنن في تعذيب المعتقلين وإهانتهم كما تتعمد تجاهل دعوات ومطالبات ذويهم لكل الجهات الحقوقية لأجل الضغط عليها للإفراج عن المعتقلين في زنازينها.
وأمام هذه الحالة المأساوية المستمرة وانتهاكات السلطة المتواصلة نتساءل عن دور الجهات والمؤسسات المعنية والفصائل للتأثير والضغط على السلطة وأجهزتها الأمنية للإفراج عن المعتقلين السياسيين، خاصة مع استمرار إطلاق الاستغاثات والمناشدات والمُطالبات من ذويهم وعائلاتهم لإنقاذ حياة أبنائهم المعتقلين داخل زنازين وسجون السلطة، والتي تُواصل انتهاكاتها الجسيمة بحقّهم، وخاصة أنّ عددًا كبيرًا من المعتقلين قد اعتقلتهم سابقًا قوات الاحتلال الصهيوني، وهذا مما يُثير الشكوك بشأن سياسة السلطة واتباعها نهج تبادل الأدوار بالاعتقال للشباب الفلسطينيين، وتبقى التساؤلات عن الاعتقالات السياسية التعسفية وانتهاكات السلطة بحق أحمد هريش وغيره من المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية المحتلة مطروحة لدى الرأي العام الفلسطيني في انتظار ما ستؤول إليه مستجدات الحالة السياسية الراهنة في ظل حكم الدكتاتور محمود عباس، وذلك للإجابة عنها.