فلسطين أون لاين

بدماء شهدائها ونضالات أسراها وجهاد مقاوميها

حوار معن بشور: فلسطين تُسقِط اليوم وعد بلفور

...
الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور (أرشيف)
بيروت-غزة/ جمال غيث:
  • الوعد جاء ليشرد شعبًا من أرضه ويعطي من لا يملك لمن لا يستحق
  • الانتفاضة المتجددة المتصاعدة بالضفة تجعلنا نقترب من التحرير
  • العديد من التحولات العالمية كانت بسبب تحركات فلسطينيي الخارج 
  • دعا لمقاومة التطبيع واصفًا إياه بالابن الشرعي لـ"بلفور" و"سايكس بيكو"

قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور: إن فلسطين تُسقِط اليوم وعدَ بلفور بدماء شهدائها ونضالات أسراها وجهاد مقاوميها".

وأضاف بشور لصحيفة "فلسطين": أن المعركة التي يخوضها اليوم الشعب الفلسطيني ببسالة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 هي ضد وعد بلفور.

وذكر أنه منذ صدور وعد بلفور في 2 نوفمبر عام 1917م، والصهاينة ومن خلفهم دول الغرب وخاصة الموجودين بلندن وواشنطن يسعون لتكريسه، يناضل الفلسطينيون ومعهم شرفاء أمتهم وأحرار العالم لإسقاطه.

وأضاف: ليس غريبًا أن يصدر الوعد بعد عام ونصف العام على توقيع اتفاقية "سايكس بيكو" التي تقاسمت فيها بريطانيا وفرنسا وطننا العربي وقسمته إلى دويلات.

اقرأ أيضاً: "النقابات المهنية" يُطالب بريطانيا بالاعتذار عن (وعد بلفور)

وأشار إلى أن الوعد جاء ليشرد شعبًا من أرضه ويعطي من لا يملك لمن لا يستحق على حساب أهلها، مضيفًا: "كما وجاء ليقيم حاجزًا يرعى تنفيذ اتفاقية "سايكس بيكو" ويسعى لتكريس تقسيم الوطن العربي وتجزئته إلى أقطار، وزرع بذور الفتنة والفرقة بينهم.

ولإسقاط وعد بلفور، دعا بشور الشعب الفلسطيني وأحرار وشرفاء العالم، بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والتشبث بالمقاومة والتضامن معها ومساندتها بكل الأشكال والإمكانيات.

ويحيي الفلسطينيون، في الـ2 من تشرين الثاني/ نوفمبر، الذكرى الخامسة بعد المئة، لصدور "وعد بلفور"، الذي أنشئ بموجبه وطن قومي للاحتلال الإسرائيلي، على أرض فلسطين التاريخية، وتسبب بنكبة وتشريد شعبها. 

مقاومة التطبيع

وأكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العرب "أن الانتفاضة المتجددة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، تجعلنا نشعر يومًا بعد الآخر أننا أقرب من أي وقت مضى إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك ودحر الاحتلال عن أرضنا".

وأشار بشور، إلى أن "مفاعيل الانتفاضة المشتغلة في الضفة المحتلة، وارتقاء الشهداء والبطولات التي يحققها الأسرى بصمودهم تجعلنا نقترب من النصر، شرط أن نضيف إلى المقاومة وحدة وطنية تكرس بوحدة سياسية بين الفصائل".   

وبيّن أن التحولات الإقليمية تجعلنا نشعر أن الاحتلال تناقضاته الداخلية بعجزه عن ضرب المقاومة، والأزمات المتلاحقة التي يتعرض لها داعميه في الغرب تؤكد أن (إسرائيل) تفقد يومًا بعد الآخر ركائزها.

وأشار بشور إلى أن تحرير الأراضي الفلسطينية مرتبط بنضال الشعب الفلسطيني، وبتصعيد المقاومة وما تمتلكه من إمكانات ونجاحات، وما يبتدعه المناضلون في الضفة الغربية والداخل المحتل والقدس، ومن خلفهم أحرار وشرفاء العالم ووقوفهم إلى جانبهم.

اقرأ أيضاً: "حماس": وعد بلفور وما تلاه من خطايا لن يُفلح في تثبيت المشروع الصهيوني على أرضنا

وحث الأمة العربية والإسلامية بجماهيرها على الالتفاف حول الفلسطينيين وأن تجتاز كل العوائق للوقوف إلى جانبهم، مشددًا "وأبرزها عائق التطبيع الذي هو الابن الشرعي لوعد بلفور ومفاعيله و"سايكس بيكو" وتداعياتها. 

وأمضى: "إذا كانت مقاومة الاحتلال هي مهمة أبناء فلسطينيين والمقاومين في أكنافها، فمقاومة التطبيع يقع على عاتق أبناء الأمة العربية والإسلامية".

إرادة الشعوب

وأكد فشل الاحتلال الإسرائيلي في إقامة علاقات تطبيعية مع الشعوب العربية والإسلامية، مضيفًا: "أن التطبيع مع الدول لا يعبّر عن إرادة شعوبها ولا يقدم لها شيئًا"، مشددًا أن من ينتصر في النهاية هي إرادة الشعوب.

ودلل على ذلك من خلال استطلاع للرأي أجراه مؤخرًا، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الصهيوني على ثلاث دول خليجية حول موقفهم من التطبيع فأظهرت النتائج أن أكثر من 80% يرفضونه، ولا يرغبون بإقامة علاقات مع الاحتلال.

وأشاد بحركة مقاطعة (إسرائيل) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" التي تمكنت من إطلاق حملات وتوسعتها وبناء تحالف جديد لمناهضة الاحتلال وقطع العلاقات معه. 

وهنأ بشور، الزعيم البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، لفوزه في الانتخابات الرئاسية بالبرازيل، لقربه من القضية الفلسطينية، ورفض نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة.

وأكد بشور أن الفلسطينيين في أماكن وجودهم لا يتوانون في الوقوف إلى جانب أهلهم في الأراضي المحتلة، ويعملون على فضح الاحتلال وجرائمه المرتكبة.

وذكر أن العديد من التحولات العالمية ضد الاحتلال، كانت بسبب التحركات الشعبية للفلسطينيين في أوروبا وآسيا وإفريقيا، وأمريكا الجنوبية، مشيدًا بدور فلسطينيي الشتات ومن خلفهم أبناء الأمة العربية والإسلامية دور كبير في مساندة المقاومة والانتفاضة بكل الوسائل.