فلسطين أون لاين

القلق الإسرائيلي ومخرجات مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني.. أي علاقة؟

مع انتهاء انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني في الأيام الأخيرة، أظهرت الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية قلقاً لافتًا في ظل ما أعلنه البيان الختامي للمؤتمر من توجهات توسعية جديدة، بقيادة الرئيس المجددة ولايته "شي جين بينغ"، على رأس أكبر دولة في العالم على مدى السنوات الخمس المقبلة، في ضوء أن السياسة التي سيقودها بشكل أساسي نحو المنافسة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، ما يعني وضع دولة الاحتلال مجددًا بين المطرقة والسندان.

لا تخفي دولة الاحتلال أن التوجهات التي خرج بها مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني سيزيد من حدة التوتر مع الولايات المتحدة، وقد يحمل ذلك زيادة في التشديد عليها بالاصطفاف بجانب واشنطن لاحتواء بكين، بالعقوبات الاقتصادية والقيود المتصاعدة على تصدير التقنيات الدفاعية، أو ذات الاستخدام المزدوج، والتركيز على الرقائق، والابتكارات العلمية والتكنولوجية، وسط توقع إسرائيلي بأن تشتد الحلقة المفرغة بين الخصمين الكبيرين في السنوات الخمس المقبلة.

هناك جملة من العواقب التي ستترتب على دولة الاحتلال في ختام المؤتمر التاريخي للحزب الشيوعي الصيني، لأن الواقع الناشئ عن مخرجات المؤتمر وضعها في موقع حساس، بالنظر أن الضغط الذي مورس عليها بالفعل في السنوات الأخيرة سيزداد تفاقمًا عليها، ولا سيما من الحليف الأكبر في واشنطن.

مع أن الضغوط الأمريكية على الاحتلال عقب مخرجات مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني سيضع مزيدًا من القيود أمام التوسع في الشراكات مع الصين، وهي الشريك الشامل في الابتكار، وثالث أكبر شريك تجاري في التكنولوجيا الفائقة، مع اتفاقية تجارة حرة تلوح في الأفق، ما يعني تبدد الآمال الإسرائيلية بأن التكنولوجيا والابتكار مع الصين سيستمران في الحصول على أولوية إستراتيجية.

هذه الشراكة الإستراتيجية الأهم للاحتلال مع الصين في العهد الجديد يحيط بها اليوم نوع من التهديد الرئيس، ما يستدعي منه "تقويم" وتقليص العلاقات مع القوة الصاعدة، مقابل زيادة التنسيق بشأن القضايا التكنولوجية مع الولايات المتحدة نتيجة زيارة بايدن الأخيرة، وتشديد الرقابة على الاستثمارات الأجنبية التي تشهدها هذه الأيام، وهذا يعني أولى علامات "الحقبة الجديدة" للعلاقات الإسرائيلية الصينية.

منذ سنوات تزداد القيود الأمريكية على دولة الاحتلال لكبح جماح النفوذ الصيني لديها، لكن ما حصل بالذات عقب إعلان مخرجات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني يعني أن التعقيد الجيوسياسي الذي يواجه الاحتلال سيشكل تحديًا على المستوى القومي، مع صعوبة الجمع بين الأمرين. 

تزداد مخاوف الاحتلال إذا أعدت القوى العظمى خطط طوارئ تحسبًا لاندلاع حرب في تايوان، صحيح أنه سيناريو متطرف، لكن ما حصل من روسيا تجاه أوكرانيا قد يفتح شهية الصين تجاهها، ما سيجعل الخيارات الإسرائيلية في غاية الضيق والصعوبة.