تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة الفلسطينية..بجهادها.. وتضحياتها.. لعشقها للارض.. للشجر والحجر....وحبها للاقصى المبارك..اولى القبلتين.. وثالث الحرمين الشريفبين..مسرى الرسول عليه السلام ومعراجه الى السموات العلى..ومرابطتها فيه،لحمايته من دنس الصهاينة المجرمين... أمر يستحق التقدير والاحترام.. فهو واجب الامة كلها وواجب الشعب الوفي.. فهي حارسة الكينونة الفلسطينية،،حارسة جمرة الانتفاضة لتبقى مشتعلة لا تنطفىء.. احتضنت كافة الانتفاضات والثورات على مر التاريخ،وخاصة انتفاضة الحجارة، وجعلت الحجر الفلسطيني مقدسا.. يحكي فلسطيني.. ويشارك في الانتفاضة ويرهب العدو.. ينام في حضنها.. في حجرها بانتظار يوم الملحمة.. يوم الالتحام مع العدو.. فيشج راس ابناء الافعي فيولون الادبار..
المرأة الفلسطينية هزمت بني صهيون. وهي تحتضن اشجار الزيتون.. وتحمي الارض.. وتجمع الحجارة المقدسة.. انتصرت وهي تحض الشباب والفتيان على التقدم..والاشتباك مع العدو.. بمواويل واهازيج حماسية.. وهزمتهم وهي تحتضن ابنها الشهيد بالزغاريد، وترشه بالحنا وتكلله باكاليل الغار والنصر...
المرأة الفلسطينية انتصرت على بطش الصهاينة..وتغلبت على اساليبهم اللاخلاقية في التعذيب النفسي والجسدي،والتي فاقت اساليب نظرائهم النازيين والفاشيين..
تغلبت على حرمانها من الامومة والحنان الذي يخفق بين اضلعها،كلما شاهدت طفلا او طفلة، وبقيت هي الاكثر حبا. ووفاء لوطنها وابناء وطنها..
لا يتسع المقام لذكر نماذج من تضحيات وبطولات المرأة الفلسطينية، وجهادها، وصبرها الاسطوري.. وقد تمكنت الى جانب ابناء شعبها الاسرى الابطال من تحويل سجون ومعتقلات العدو الى مدارس في الوطنية، والى جامعات في مقاومة الاحتلال العنصري.. الفاشي.
لقد داس الصهاينة.. النازيون ببساطيرهم كافة القوانين الدولية.. فسجنوا المرأة الحامل.. وسجنوا المرضعة ورضيعها.. سجنوا المرأة المريضة والتي تعاني من امراض خطيرة كالسرطان..وسجنوا المعاقة..!! سجنوا «17» الف امراة منذ حزيران-النكبة 67.. في محاولة بائسة. يائسة.. لكسر عنفوان هذا المارد الجبار، الذي كسر القمقم.. وكان السبب الرئيس في الحفاظ على كينونة هذا الشعب، وعلى جمرة المقاومة، فبقيت مشتعلة لم تتنطفئ..
سيقول قائل انها تسير على درب الخنساء واسماء ذات النطاقين وخولة بنت الازور و سكينة وام البنين وسلمى زوج سعد بن ابي وقاص.. الخ ونقول نعم كبيرة بحجم خارطة فلسطين والوطن العربي كله من المحيط الى المحيط.. ونزيد بان القمع الذي تعرضت له الكنعانيات الماجدات لا مثيل له في التاريخ.فهو قمع ممنهج يستهدف كسر ظهرها.. وكسر روحها المعنوية، وتحويلها الى مجرد متاع رخيص..يباع في سوق النخاسة..!!
وكانت المفاجأة ان المرأة الفلسطينية سبقت الاولين والاخرين.. فقاتلت مع المجاهدين في القدس في خندق واحد.. وقامت « حلاوة» زوج مختار سلوان -كما يروي القائد البطل عبدالله التل، بتزويد المجاهدين بالسلاح والعناد، نقلته على راسها، وكانت تخفيه في «وادي الحرامية»... والذي سمي بعد ذلك بوادي حلاوة تكريما لها..
ام خليل وشاح تبنت كافة الاسرى العرب في سجون الاحتلال. وأصبح اسمها «ام الاسرى العرب».. واثبتت بقلبها الفلسطيني الكبير ان فلسطين هي وطن كل العرب.. وان شعبها منذور لخدة امته ورد الغائلات عن مقدساتها وحماها الطاهر..
في يوم المرأة الفلسطينية نذكر بانها كانت من اوائل من انضم الى قوافل التحرير وكسرت ابواب طائرات «العال» الصهيونية لتعلن للدنيا ان شعب فلسطين موجود وانه لن ينسى وطنه، وسيبقى ثائرا حتى كنس الغزوة الصهيونية.
ونذكر بالفدائية البطلة « دلال المغربي» التي احتلت الساحل الفلسطيني..من حيفا وحتى يافا.. وقتلت مئات الصهاينة المجرمين واعلنت قيام حمهورية فلسطين. ومثل الجنرال الجبان «باراك» بجثتها..!!
في يوم المرأة الفلسطينية.. لا تفي كل الكلمات هذه المراة العظيمة حقها.. ولا ترتقي لمقامها الجليل..وقد سبقت الاولين والاخرين..وستبقى مثالا يحتذي حتى ترفرف رايات النصر المبين فوق كنائس ومآذن القدس.. فوق الاقصى.. وقبور الشهداء مؤذنة بزوال الاحتلال وبزوغ فجر التحرير.. وعودة الطيور المهاجرة الى وطنها..
وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله..
انها غزالة فلسطين..
وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله..