فلسطين أون لاين

ناصر أبو حميد الشهيد الحي الشاهد على مقصلة الإهمال الطبي

ناصر محمد أبو حميد من مواليد مخيم النصيرات في قطاع غزة عام 1978، انتقل للعيش مع أسرته في مخيم الأمعري برام الله في سن مبكرة، وانخرط في مقاومة الاحتلال مع أشقائه جميعا الذين دونوا أسماءهم أيضا في سجلات العز والفخار، فشقيقه عبد المنعم أحد قيادات كتائب الشهيد عز الدين القسام الذين استشهدوا عام 1994 بعد تاريخ مشرف في مقارعة الاحتلال، في حين يقضي بقية أشقائه أحكاما متفاوتة بالسجن المؤبد، فشقيقه إسلام أصغرهم سنًّا اعتقل عام 2018 بعد اتهامه بقتل جندي صهيوني في أثناء اقتحام مخيم الأمعري في العام ذاته، حيث أصدر الاحتلال بحقه حكما بالمؤبد مدى الحياة وسبعة أعوام، مع إلزامه دفع غرامة مالية بلغت 300 ألف شيكل، أما الشقيق الأكبر شريف فقد أمضى في الاعتقال ما يزيد على عشرين عاما، وهو محكوم أربعة مؤبدات، إضافة لنصر الذي يقضي حكما بالسجن خمسة مؤبدات، ومحمد بمؤبدين و30 عاما.

وخلف هذه الأسماء والأرقام التي صيغت وكتبت بمداد من كبرياء وإرادة أسطورية تقف والدتهم التي يعرفها كل أهالي مخيم الأمعري منذ عقود من الزمن، حيث تعرض زوجها للاعتقال مرات عديدة في ظل اعتقال الأبناء قبل أن يهدم الاحتلال منزلها ثلاث مرات في أعوام 1994، و2003، و2018، في عملية تصفية حسابات مستمرة ومتواصلة مع هذه الأيقونة الفلسطينية التي أعجزت دولة الاحتلال بأكملها أمام رباطة جأشها وتمسكها بحقها وحق شعبها في المقاومة حتى آخر نفس لدحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا.

قضية الأسير ناصر أبو حميد الذي أصيب بالسرطان قبل عام ونصف العام ولاقى إهمالا طبيا متعمدا يعكس إصرار الاحتلال على قتله وتصفيته بدم بارد دون أدنى اكتراث للقيم والأعراف والمواثيق الدولية، تملي على كل الفلسطينيين أن يشحذوا هممهم بالطريقة التي يراها مناسبة لنصرة ومؤازرة ناصر بكل السبل المتاحة والإمكانات المتوفرة.

ليس أقل من أن نرفع صورته واسمه في كل حي وميدان وشارع، وليس أقل من أن نقول للعالم باللغة التي يفهمها إن حياة ناصر أبو حميد التي أفناها منذ أن كان طفلا في سجون الاحتلال ومعتقلاته غالية وثمينة في ميزان الفلسطيني ولا تقدر بأي ثمن.

ممارسات الاحتلال بحق ناصر وبحق الأسرى، وخاصة المرضى منهم، تدلل بما لا يقبل مجالا للشك على أن النازية تتجلى في أبشع مشاهدها في هذه الأفعال التي تجاوزت بعنصريتها وفاشيتها وساديتها كل حد.

ناصر أبو حميد بحاجة لدعم كل الفلسطينيين، وفي كل الاتجاهات، بدءا بالإعلام، مرورا بالقانون والهبات الشعبية والجماهيرية، وليس انتهاء بدور مشرف للمقاومة تلبي فيه أمنية أم ناصر بأن يفارق الحياة بين أحضانها وأن يدفن بالقرب منها.