فلسطين أون لاين

"إسماعيل بخيت".. هكذا تلقى نبأ تحرره في "وفاء الأحرار"

...
أسرى ضمن صفقة التبادل "وفاء الأحرار"
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

"خلال وجودي في مغسلة السجن وصلت إلي ورقة صغيرة مكتوب عليها: سنلتقي على أرض مدينة خان يونس"، بهذه الكلمات بدأ المحرر إسماعيل بخيت الحديث عن الفترة التي سبقت إبرام صفقة "وفاء الأحرار".

عاش بخيت الذي قضى في سجون الاحتلال 19 عامًا وتحرر بموجب الصفقة عام 2011، حالة من الترقب والأمل أنه سيخرج من السجون، ويلتقي بعائلته، ويحقق ما قاله لقاضي الاحتلال خلال نطقه بالحكم عليه بالسجن لمدة (25 مؤبدًا).

كان بخيت يتنقل بين غرف وأقسام سجن "هداريم" الذي كان يقبع به خلال تداول الحديث عن إبرام صفقة تبادل، لمعرفة أي تفاصيل حول أسماء الأسرى الموجودين بقائمة الصفقة.

لم يصل بخيت إلى أي معلومة من الأسرى تطمئن قلبه وتعيد له أمل الحرية ولقاء الأهل بمسقط رأسه مدينة خان يونس بعد غياب سنوات طويلة عنها.

عاد بخيت إلى غرفته سارح الذهن، بعد يوم طويل من الأسئلة والحوارات التي خاضها مع زملائه في السجن، لمعرفة مصيره، خاصة أنه سبق إبرام صفقات مع الاحتلال ولم يكن له نصيب في التحرر.

وبعد ليلة طويلة من التفكير، خرج بخيت إلى مغسلة السجن ليتفاجأ هناك بوجود ورقة تنتظره من القائد يحيى السنوار في السجن، ومكتوب عليها "سنلتقي إن شاء الله على أرض مدينة خان يونس".

أدخلت الورقة الصغيرة الفرح الكبير على قلب بخيت، وأعطت له الأمل بقرب الإفراج عنه وتحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكونه يعلم أن كاتب الورقة لديه المعلومات الدقيقة.

اقرأ أيضا: 11 عامًا على صفقة وفاء الأحرار

وبعد تلك الورقة، يقول بخيت: "شعرت بالارتياح وتوقفت حالة التوتر التي أصابتني طيلة الحديث عن قرب إتمام صفقة تبادل، ووجود قائمة للأسرى الذين سيتم تحريرهم بالفعل".

ويضيف: "تيقنت بأنني سأكون ضمن الصفقة ولم يكن لدي أي شك في حدوث ذلك، وهنا بدأت التفكير في لحظات الإفراج وكيف ومتى ستكون، وهل ستتم الصفقة بالفعل أم ستتعثر لسنوات قادمة؟".

وأوضح أنه وبعد قرابة 6 شهور من وصول الورقة له، جاء "النبأ العظيم" وهو الحديث عن الموافقة على إتمام صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة ودولة الاحتلال.

ويستذكر بخيت تلك اللحظات ويقول: "انطلقت صيحات التكبير في جميع أرجاء أقسام وغرف السجن، وتبادل الأسرى التهاني رغم عدم علم أحد بعد بالقائمة النهائية للأسرى الذين سيفرج عنهم".

ومع صيحات التكبير والفرحة داخل السجن، بين بخيت أن حالة من الغضب ظهرت على وجوه السجانين، إذ صرخوا على الأبواب وطالبوا الجميع بالتوقف عن التكبير.

استعد بخيت ليوم الحرية والخروج من السجن، بعد تأكده من وجود اسمه في قائمة صفقة التبادل، إذ أخبر رسميًّا بأنه على موعد مع الحرية.

وفي صبيحة يوم الحادي عشر من تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2011، استيقظ إسماعيل مع ساعات الفجر الأولى برفق زملائه، وكانت الثواني تمر عليه كأنها السنوات الـ19 التي قضاها في سجون الاحتلال.

وبدأت الحافلة التي تقل بخيت برفقة الأسرى تتحرك من سجن "هداريم"، وفي هذه اللحظات كان قلب الأسير بخيت ينبض فرحًا.

وعند الساعة العاشرة صباحًا وصلت قافلة الأسرى الفلسطينيين إلى معبر رفح البري، وهنا أيقن الأسير بخيت أن معاناة الأسر قد انتهت.

وبعد وقت قليل من وصوله، دخل برفقة قافلة الأسرى إلى معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، والتقى بعائلته لأول مرة منذ 19 عامًا.

عاد المحرر بخيت إلى الحياة من جديد، وبدأ في تشكيل أسرته، إذ تزوج وأنجب من الأولاد طفلين، ومن البنات ثلاث.

ولدى بخيت يقين بأن تنجح المقاومة بإبرام صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال، وقال بنبرة الواثق: "سألتقي بزملائي الأسرى الذين تبقوا في السجون هنا على أرض غزة".