عرين الأسود وحدة مقاومة فلسطينية متماسكة تحت هذا العنوان القوي. الأسود في عرين الأسود نابلس جبل النار، وبلد الأسود الثوار منذ ثورة ١٩٣٦م وما بعدها. عرين الأسود ظاهرة فلسطينية لمقاومة متجددة، لا تخفت حتى تشتعل مرة ثانية. إنها العنقاء الفلسطينية تخرج من رماد (السور الواقي) لتحيا من جديد، وبقلبها عهد مقاومة المحتل حتى النصر.
تقول جُلّ المصادر التي تتبع المقاومة الفلسطينية: إن جلّ أعضاء عرين الأسود من الجيل الجديد الذي لم يشهد اجتياح شارون لنابلس وجنين وغيرهما في عملية السور الواقي. هذه العملية العدوانية التي قاومها جيل الآباء مقاومة شرسة في مخيم نابلس ومخيم جنين، لم تسفر عن نصر حاسم للعدو، أو عن استسلام لرجال الوطن في ضفة العياش.
نعم، أصاب العدو بعض الاستقرار لفترة مؤقتة بسبب ضخامة التضحيات، ولكنه لم يصب كل ما يريده، فقد حمل الأبناء راية الآباء، وخرجوا للمقاومة أسودا في عرينهم، لا يساومون، ولا يلتفتون إلى الخلف، عينهم على القدس، ومطلبهم الحرية، وتقرير المصير.
تجدد ظاهرة المقاومة هو تجدد طبيعي في بلادنا فلسطين، فمقاومة شعبنا كانت مع وعد بلفور، وظلت تتجدد جيلا بعد جيل منذ النكبة وحتى تاريخه، وكل المؤرخين يجمعون على أنها لن تقف قبل قيام الدولة الفلسطينية، أو قل قبل زوال الاحتلال عن فلسطين.
في الإعلام العبري من يحرض الجيش على عرين الأسود، قبل أن تصبح ظاهرة متنقلة في المدن والقرى الفلسطينية، وتحاول السلطة أن تخيف العرين بأعمال العدو واغتيالاته، وتعرض عليهم الوظيفة، ولكن العرين تسخر من المنافقين، وتقول: حملنا السلاح طلبا للشهادة، أو النصر. خرجنا دفاعا عن ديننا ووطننا، ولم نخرج لنحيا بمال مسموم يقدم لنا من خلال وظيفة وراتب.
يقال إن عرين الأسود لا تنتمي لتنظيم فلسطيني معروف، أي هي لا فتح ولا حماس، ولكنها مجموعة تكمل دور شهداء الأقصى وكتائب القسام، والقاسم المشترك بينهم جميعا هو الوطن والمقاومة والشهادة أو النصر. إن قوة عرين الأسود في تماسكها، وفي إخلاصها لأهدافها، والعمل بالنية، ومن صحت نيته تقبل الله عمله، وبارك له فيه. أخلصوا نية الجهاد ترزقوا إحدى الحسنيين: النصر، أو الشهادة.