فلسطين أون لاين

​عصبية وتوتّر يقابلها ندم وألم

...

أعاني من العصبية والتوتر بشكل لا يطاق، لا أحتمل نظرة أو حركة، ومهما حاولت أن أهدأ ولكن دون جدوى، كما أعاني من قلق وخوف داخلي، شيء يكتم على حياتي وأخاف بلا مبرر، وأفكار غريبة!

هذا جعلني أعامل غيري بطريقة سيئة وأندم بعد ذلك، لكن رغم ندمي أستمر على نفس الوتيرة، لا أتحمل أحدًا أبدًا، وأدقق بكل شيء، وأفكر بكل شيء بزيادة، وأحزن كثيرًا نتيجة ذلك.

كما أشعر وكأن ما حولي ليس واقعًا، أو أني لست بالواقع، أو لا أشعر بنفسي، ولا أدري كيف يمكن أن أشرح هذه النقطة.

كما ترتفع حرارتي وأرتجف وأقلق، وكأني سأفقد صوابي على أي تصرف، مثل إذا اتصل بي رقم غريب أو تشاجر أحدهم معي أو استفزني أو غير ذلك، رغم أني لم أكن هكذا من قبل.

بدأت هذه الحالات في شهر رمضان، وأردت استشارتكم وما أعانيه شبه مستمر، حتى أني أشعر بالصداع نتيجة الخوف والتفكير والعصبية.

الجدير بالذكر أني _والحمد لله_ ملتزمة، ولا أقطع الاستغفار ولا أهجر القرآن، والحمد لله.

يجيب عن السؤال/ د. محمد عبد العليم

في البداية وقبل الحديث عن الأسباب النفسية لمشكلة العصبية والتوتر الزائد وخصوصًا أنه لم يكن سمة من سمات شخصيتك، هذا يحتاج لإجراء بعض الفحوصات الطبية من قبل طبيب متخصص، فأحيانًا اضطرابات الهرمونات خاصة اضطراب هرمون الغدة الدرقية أو الهرمونات النسائية ربما يكون سببًا في ذلك , فأول ما أنصحك به هو أن تذهبي إلى الطبيب، وأن تقومي بإجراء الفحص الطبي العام، ومعرفة مستوى الدم؛ لأن فقر الدم أيضًا يؤدي إلى التوتر في بعض الأحيان، ونقص فيتامين (د)، هذا كله ربما يكون له تبعات نفسية تظهر في شكل عصبية، أول ما نبدأ به هو التأكد حول صحتك الجسدية، التي ربما تكون انعكستْ سلبًا على صحتك النفسية، ممَّا نشأ منه هذا التوتر والقلق.

أما الجانب النفسي فإذا كانت صحتك الجسدية ممتازة ولا يوجد أي خلل في المكونات الرئيسة للدم وخلافه، في هذه الحالة ربما يكون السبب نوعًا من القلق المكتسب أو شيء من الاكتئاب النفسي البسيط هو الذي أدى إلى هذه التوترات التي تعانين منها.

حاولي أن تُراجعي نفسك، إن كانت هنالك أي أسباب أو احتقانات نفسية سلبية، حاولي أن تتعاملي معها بصورة إيجابية وتتخلصي منها.

النقطة الثالثة هي النقطة العلاجية: دائمًا الإنسان الذي ينام نومًا صحيًّا ليليًا سليمًا يُساعد نفسه في أن يقلل من الانفعالات والغضب والتوتر والعصبية، إذًا احرصي على النوم الليلي المبكر.

رابعًا: ممارسة الرياضة، الرياضة الآن اتضح من خلال الأبحاث العلمية الممتازة والرصينة أنها تمتص الطاقات النفسية السلبية، تؤدي إلى الكثير من الارتياح النفسي، وتزيل الإجهاد النفسي، وكذلك الإجهاد الجسدي، فمارسي أي نوع من الرياضة التي تُناسب الفتاة المسلمة.

خامسًا: عبِّري عن نفسك، لا تكتمي، الكتمان مشكلة كبيرة جدًّا، وحاولي أن تقبلي الناس كما هم لا كما تُريدين، ودائمًا انظري للناس بميزان الثقة والتفاؤل وحسن الظن، واعرفي أيتها الأخت الفاضلة أنك إذا غضبتِ وانفعلتِ في وجه الآخرين وتكرر الأمر منك فإن الجميع سيبتعد عنك، لأن ما لا تقبلينه لنفسك يجب ألا تقبليه لبقية الناس.

سادسًا: اجعلي لنفسك برامج يومية تُديرين من خلالها وقتك، فحسن إدارة الوقت تؤدي إلى متنفّس نفسي عظيم وكبير، وتحديد الأهداف في الحياة دائمًا هو الذي يجعلنا ننطلق انطلاقات إيجابية.

سابعًا: اقرئي ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول ما قيل عن الغضب وأضراره وأساليب العلاج الإيماني لتلك المشكلة فإنها مفيدة.