فلسطين أون لاين

​المياه المحلاة.. بديل الغزيين للتغلب على أزماتهم اليومية

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

يزداد طلب الغزيين، على المياه المحلاة في ظل تفاقم أزمة التيار الكهربائي، اللازم لضخ المياه الرئيسة (البلدية) إلى خزانات المياه المستقرة أعلى المباني السكنية.

ويصل التيار الكهرباء لمنازل المواطنين، أربع ساعات مقابل اثنتي عشرة ساعة قطع في أفضل الأحوال، وتنقص في كثير من الأحيان، الأمر الذي يلقي بظلاله سلبيًا على الخدمات الأساسية للحياة الإنسانية واليومية.

ويضطر السكان الذين يفقدون المياه لعدة أيام بسبب أزمة التيار الكهربائي، إلى شراء آلاف اللترات من المياه المحلاة المخصصة للشرب، لتصبح مؤهلة للاستخدام العام.

وتفاقمت أزمة كهرباء غزة، منذ شهور، نتيجة تعنت سلطة رام الله، تحويل الوقود اللازم للمحطة إلا بفرض ضريبة "البلو" عليه، وتقليص الاحتلال لخطوط الكهرباء بطلب من رئيس السلطة.

ويلجأ المواطن جهاد أبو صيام من سكان حي تل السلطان غرب محافظة رفح، لحلول اضطرارية لتوفير المياه في المنزل سيما أنه لا يستطيع الاستغناء عنها، كحالي بقية سكان القطاع.

وأوضح أبو صيام لصحيفة "فلسطين"، أن أحد الحلول الصعبة بالنسبة له، شراء مياه محلاة من مركبات التوزيع، لسد حاجة عائلته في ظل عدم وصول المياه لأكثر من أربعة أيام.

وقال: "نشتري ألف لتر مياه محلاة بمبلغ 20 شيكلا تكفينا لنحو يومين، في حين أن الاستهلاك الشهري لمياه البلدية أو مصلحة مياه بلديات الساحل، لا يتعدى 30 شيكلا".

بدوره، قال المواطن محمد قشطة إنه اضطر لكتابة تدوينة على صحفته في فيسبوك يستفسر فيها من أصدقائه عن أرقام سيارات تقوم بضخ المياه المالحة لبيوت المواطنين نظرًا لتكلفتها المالية الأقل من المياه المحلاة.

وأشار إلى أنه قام بعد ذلك بتعبئة نحو ألف لتر من المياه المالحة لتغطية احتياجات بيته من المياه كتنظيف البيت وجلي الأواني والاستحمام خاصة أننا في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

ويؤكد صاحب سيارة توزيع مياه محلاة، علام سويعد، أن أزمة الكهرباء خلقت أزمة عامة في وصول المياه لمنازل المواطنين.

وقال سويعد: "المواطن أصبح يضخ مياه محلاة في خزانات المياه ذات الاستخدام المنزلي، لعدم وصول مياه البلدية للمنازل لعدة أيام".

وأشار لـ"فلسطين" إلى أنه أصبح غير قادر على تلبية احتياجات المواطنين من المياه المحلاة؛ نتيجة الطلب المتصاعد، متابعًا: "ساعات العمل ازدادت وهذا الأمر يسبب إرهاقًا لنا وللسيارات العاملة".

إرهاق الأجهزة

من ناحيته، أوضح محمد يونس الذي يدير محطة الهدى لتحلية المياه في رفح، أن الطلب على المياه ازداد بنسبة 400%، لافتًا إلى أن الاستهلاك اليومي قبل أزمة الكهرباء كان لا يزيد على 50 ألف لتر من المياه المحلاة.

وقال يونس لصحيفة "فلسطين": "الاستهلاك اليوم يصل إلى قرابة 200 ألف لتر بشكل يومي، ومعظم تلك المياه تذهب للاستهلاك المنزلي"، مشيرًا إلى أن إنتاج الكميات المطلوبة يحتاج لتشغيل متواصل لأجهزة التحلية والمولد الكهربائي.

وتابع يونس: "الإنتاج الكبير للمياه العذبة يرافقه إرهاق لأجهزة التحلية والفلاتر، كما أن استهلاك الوقود للمولد الكهربائي زاد بنسب مضاعفة في ظل أزمة الكهرباء"، منبهًا إلى أنه بالكاد يتم إنتاج تلبية احتياجات المواطنين من المياه المحلاة.