فلسطين أون لاين

ازدياد الدعوات الإسرائيلية للانفصال عن الفلسطينيين

مع تفاقم السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض الوقائع على الأرض استباقًا لأي حلول سياسية مستقبلية، حتى لو طال أمدها بعض الوقت، فإن القناعات الإسرائيلية بالحفاظ على الوضع الحالي بات أمرًا غير مقبول، بدليل تحول الأراضي الفلسطينية إلى ساحة للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية من جهة، والهجمات الفدائية الفلسطينية ضد الاحتلال من جهة أخرى.

مع العلم أن إلقاء نظرة فاحصة على الخريطة الجغرافية للضفة الغربية، وإمكانية القيام بجولة فيها، يثبت للإسرائيليين أنه في مرحلة ما سيكون محكوم عليهم أن يعيشوا في دولة ثنائية القومية، والمعنى الأكثر وضوحًا لها هو "دولة فصل عنصري"، وسيحدث هذا، وفق كثير من الآراء الإسرائيلية، عندما تتغير كل الوقائع القائمة حالياً من الحدود والجدران الواقية والأسوار الأمنية التي تفصل نصف الأسرة الفلسطينية عن نصفها الآخر.

صحيح أن يائير لابيد رئيس الحكومة أعلن أمام الأمم المتحدة تأييده لحل الدولتين، لكن ما لا يخفى على الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، فإننا أمام موسم انتخابات، وهو يشهد الكثير من الخدائع والحيل لتسويق نفسه أمام الناخب الفلسطيني في الداخل المحتل، من ناحية، ومن ناحية أخرى إظهار نفسه مرشحًا مفضلًا أمام المجتمع الدولي الذي يخشى عودة بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم.

يرتبط هذا الحديث برغبة الإسرائيليين بالانفصال عن الفلسطينيين، وفقًا لما حددته آخر استطلاعات الرأي، وأكدت أن 70٪ من اليهود يعتقدون أن من الأفضل أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون منفصلين، سواء بمفاوضات أو حلول أحادية الجانب، كما حصل مع غزة في 2005، مع العلم أن أكثر من 90٪ من الإسرائيليين والفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة يعيشون في حدود متداخلة. 

رغم ذلك، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تبدي رغبتها غير الخافية بالحفاظ على حالة الطوارئ الدائمة، حتى لو كان ذلك ثمنه استمرار المواجهات الدامية بين الجانبين، وإمكانية تمدد هذه المعارك إلى بقية الجبهات المحيطة بالاحتلال، ما قد يحوّل هذه الاحتكاكات إلى جولة حرب كبرى مع الجبهات الخمس المشتعلة، ما يجعل جيش الاحتلال غير قادر على التعامل مع كل منها على حدة، فكيف لو كان الحال مع مختلف الجبهات مجتمعة.

في الخلاصة، فإن تزامن التوترات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية في هذه الآونة، مع الدعوات الصادرة عن أوساط في الاحتلال بالانفصال عن الفلسطينيين، تأكيدًا لإعلان لابيد "حل الدولتين"، يجعل إمكانية تنفيذها منفصلًا عن الواقع، خاصة مع انزياح الشارع الإسرائيلي لمزيد من اليمين، واليمين المتطرف.