تحتضن الجزائر لقاء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية. أربعة عشر فصيلا فلسطينيا من الداخل والخارج يلتقون في الجزائر العاصمة تحت مظلة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لإجراء محادثات مصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني.
اللقاءات جيدة، ومثيرة للمشاعر، وتجللها دعوات المخلصين بالنجاح، وعسى أن تكون ثمة بداية جيدة وجديدة لوحدة الصف الفلسطيني سياسيا وجغرافيا. بداية جيدة لأنها برعاية دولة الجزائر التي تحب فلسطين، ولا تنحاز لطرف فلسطيني على حساب الطرف الآخر، وهذا من عوامل النجاح المهمة.
بداية جيدة إذا ما كانت نوايا المجتمعين جيدة، وإذا ما تحلت جميع الأطراف بالمرونة الكافية للشراكة في إدارة المستقبل، وبناء مستقبل ديمقراطي حقيقي. بداية جيدة إذا تجاوزت الأطراف سنوات الانقسام وأسبابها وتداعياتها، وبدأت الأطراف من الصفحة الجديدة التي لا تلتفت إلى الماضي، ولا تعاتب عليه.
الصفحة الجديدة يجدر أن تقوم على الشراكة في السلطة والإدارة، وفي رسم الرؤية السياسية في خطوطها العريضة، وفي الشراكة الحقيقية في منظمة التحرير لتحرير التمثيل الفلسطيني من الاحتكار غير المشروع لطرف.
الصفحة الجديدة يجدر أن تقوم على ترسيم انتخابات ديمقراطية حقيقية تجدد الشرعيات، ليشارك الشعب في قرار من يمثله، ومن يدير مستقبله في السنوات الأربع القادمة.
الصفحة الجديدة يجدر أن تجدد النظام السياسي الفلسطيني، وأن تعالج النقص فيه، وأن تؤكد فصل السلطات، وأن تنزع تغولات الأجهزة الأمنية.
الصفحة الجديد يجدر أن تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وأن تحرّم هذا المنهج الشائن، وأن تعالج الفساد المالي والإداري، وأن تمهد طريقا لحكم رشيد بلا فساد وبلا ديكتاتورية.
هل تنجح الجزائر في كل هذا، أو قل هل تنجح في بعض هذا؟ الصفحة فتحت بلقاء الأربعة عشر، والتالي قيد الانتظار، اللهم لا تخيب رجاءنا.