تحمل الأيام القادمة مخاطر جمة على أرضنا وشعبنا وقضيتنا الفلسطينية، ونحن على أعتاب انتخابات جديدة في الكيان الصهيوني، حيث يعمل الصهاينة على استغلالها أكثر استغلال خاصة الأحزاب السياسية المتناحرة بالكيان التي تبذل كل جهودها لكسب ود الناخب (الإسرائيلي) للحصول على صوته وتأييده؛ لذا فإن الصهاينة يمعنون في جرائمهم بحق شعبنا الفلسطيني، وبحق أرضنا ومقدساتنا بل يوغلون في دماء شعبنا الفلسطيني.
هذا وتستعر المعارك الانتخابية ضراوة، في حين يركز الصهاينة على التوسع في بناء الوحدات والثكنات الاستيطانية، وذلك لكسب أصوات المستوطنين ومؤيديهم من اليمن واليسار والأحزاب الصهيونية الأخرى.
وحسب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أوضح في تقريره الدوري أن الأحزاب الصهيونية تعمل هذه الأيام على كسب أصوات الناخبين المستوطنين، عبر استغلال الاستيطان وتعميقه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي السياق ذاته يقوم وزير الجيش في الكيان (بيني غانتس) باستغلال موقعه الحكومي، ويقوم ببث وعود انتخابية كثيرة وبراقة لقطعان المستوطنين تقضي باستمرار المشاريع الاستيطانية، وأعمال التهويد، فيما يعلن غانتس عن تقديم الدعم الكبير للمشاريع والأعمال الاستيطانية؛ حيث التقى (غانتس) حديثا بوفد من قادة المستوطنين بالضفة المحتلة، وشدد أمامهم على دعمهم الكبير لبناء الوحدات الاستيطانية، بل سيعمل جاهدا على بناء المزيد من المستوطنات والتجمعات الاستيطانية الكبيرة؛ وربما وعدهم بمناصب حكومية عليا حال فوز حزبه في الانتخابات الصهيونية القادمة.
هذا وتتواصل حركة بناء المستوطنات بصورة كبيرة، ومكثفة في وسط شمال الضفة المحتلة وبالتحديد بالقرب من المجمع الاستيطاني الصناعي الكبير (كرني شمرون) وهو بالقرب من محافظة قلقيلية شمال الضفة والتي تقع على بعد (12 كم) غرب المنطقة المصنفة (ج) في اتفاقية أوسلو المشؤومة، فيما تزعم سلطات الاحتلال أن المشاريع الاستيطانية تتم على مناطق منصفة لدى الكيان "أراضي الدولة" .
كما تشتد هذه الأيام جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أشجار الزيتون الفلسطيني، ونحن في موسم قطاف ثمر الزيتون، حيث قام قطعان المستوطنين بالاعتداء على الأراضي الزراعية والمزارعين في الأراضي الزراعية في بيت لحم، والذين يستعدون لموسم قطف ثمار زيتون فلسطين وأرضها المباركة.
ونحن على أبواب الانتخابات الصهيونية فإن سلطات الاحتلال تعتزم تنفيذ ثاني أكبر مخطط تهجير قسري للمواطنين الفلسطينيين؛ وحسب تقرير مركز العودة الفلسطيني الذي تم تقديمه لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المحتدة، حيث رصد المركز تعرض حي وادي ياصول المقدسي في بلدة سلوان لخطر الاستيطان الإسرائيلي، إذ يواجه أكثر من (80) منزلا فلسطينيا شبح الهدم لإفساح المجال لتوسيع حديقة استيطانية تهويدية صهيونية في الحي المقدسي؛ كما أن هناك أكثر من (600) مقدسي في سلوان يواجهون خطر التشريد والتهجير والإخلاء القسري من مساكنهم، حيث حكمت محكمة الاحتلال على الإخلاء القسري بحقهم تمهيدا لبناء الحديقة الاستيطانية؛ وبالتالي إذا استمرت المشاريع وعمليات هدم ومصادرة منازل المقدسيين في وادي ياصول في سلوان فسيكون هذا التهجير والتشريد القسري بحق (600) مقدسي شرقي القدس بمثابة ثاني أكبر عملية تشريد وتهجير وتطهير عرقي بحق المقدسيين بعد تدمير منازل المقدسيين في حي وادي الحمص عام 2019 وتشريد قرابة 200 مقدسي.
إن ما يحدث من نشاط استيطاني مكثف في القدس والضفة المحتلة قبيل الانتخابات في الكيان الصهيوني، هو نذير شؤم، ويحمل مخاطر كبيرة على الأرض الفلسطينية، ويجب الاستمرار بفضحه أمام العالم وفضح كل الجرائم الإسرائيلية بحق أرضنا المباركة ومقدساتنا، وشعبنا الفلسطيني.