يُواصل الأحرار والثوّار من أبناء الشعب الفلسطيني مسارهم الوطني ومسيرتهم النضالية في نُصرة القدس والأقصى بشتّى الوسائل والطرق، مُؤكدين رسالتهم الوطنية والدينية للمسجد الأقصى المبارك، وفي مشهدٍ مهيب رسموا فيه معالم النُصرة للقدس والأقصى، وذلك يوم أمس الجمعة، والذي يأتي بالتزامن مع اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، هذا المشهد يتكرر في قلب البقعة المقدّسة، والتي أدّى فيه عشرات الآلاف من المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وبعدها صلاة الغائب على شهداء مخيم جنين الذين ارتقوا بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال.
وعلى الرغم من كل ما يتعرّض له المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات خطيرة واقتحامات صهيونية متواصلة فإنّ الفلسطينيين يواصلون السير والمسير وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى غير مكترثين بمضايقات وسياسات الاحتلال الصهيوني المُمنهجة واعتداءاته المتكررة عليهم في أثناء وصولهم إلى مدينة القدس، ولم ينل ذلك من عزيمتهم وإصرارهم على نصرة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الجدير ذكره بأنّ الأنظار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة تترقّب وتتابع وتراقب عن كثب مستجدات الأوضاع التي تُحيط بالقدس والأقصى في تلك المرحلة الحرجة التي يشهدها المسجد الأقصى من اعتداءات واقتحامات وتدنيس لقدسية المكان بهدف تنفيذ الاحتلال مُخططاته الخبيثة. ولأن من الواجب على الفلسطينيين حماية المُقدّسات الإسلامية ونصرة المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه وصد عدوان الصهاينة عنه، دعت حركة حماس يوم أمس الجمعة جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ للمشاركة بالمهرجان الجماهيري الحاشد تحت عنوان "الأقصى في خطر"، وذلك عصر اليوم السبت على أرض ملعب فلسطين في قطاع غزة.
دعوة حركة حماس لمهرجان "الأقصى في خطر" يأتي من باب التشديد على أنّ قضية القدس والأقصى حاضرة وتتربّع على رأس الأولويات الفلسطينية والقضايا المركزية ليس لفلسطين فحسب؛ بل للأمة العربية والإسلامية جمعاء، أضف إلى ذلك التأكيد على مكانة ورمزية المسجد الأقصى عقائديًّا وفلسطينينًّا في إدارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، لا سيّما وأنّ المعركة مع الاحتلال الصهيوني معركة وجود ولن تنتهي إلا بزواله عن المسجد الأقصى ودحره عن مدينة القدس وأرض فلسطين كاملة.
مهرجان حركة حماس والذي ستنظمه عصر اليوم يأتي نتيجة للأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى في المرحلة الحالية كطوفان من الاقتحامات غير المسبوقة لباحاته من قطعان المستوطنين المتطرفين، وهذا بعد أن واصلت ما تسمى جماعات "أمناء الهيكل" حشدهم على مدار الأيام الماضية تزامنًا مع فترة "الأعياد اليهودية".
ختامًا وأمام ثورة الشعب الفلسطيني المتمثّلة بِنصرة المسجد الأقصى والدفاع عن الأرض والهوية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية لا بدّ من التأكيد على معادلة معركة سيف القدس التي فرضتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسّام العام الماضي دفاعًا عن القدس والأقصى، وهي رسالة تحدٍّ للاحتلال مفادها، مهما تكالب العدو الصهيوني ومعه المطبعون من حكام الدول العربية، وواصلوا غيّهم وتعاميهم وخذلانهم المسجد الأقصى فإنّ له بالمرصاد الشباب والثوار المجاهدين في الضفة الغربية وفي القدس وفي كل ربوع فلسطين المحتلة وفي القلب منهم غزة، أرض العزة، مولد أحفاد الياسين وموطىء قدم لأبطال عز الدين القسّام، أولئك الشجعان، الفارس المجاهد منهم هو الذي يُسرج بالنار والبارود والدم قنديلًا يُضيء باحات المسجد الأقصى في يوم عيده، يوم فتحه وتحريره من قبضة بني صهيون، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا.