على وقعِ تصاعد وتيرة الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس المحتلة و إزاء تزايد سياسة الاستفزازات داخل المسجد الأقصى المبارك على إثر موعد احتفالات الصهاينة برأس السنة العبرية، والذي تستعد له ما تُسمّى بجماعات الهيكل المزعوم؛ لتنفيذ المُخططات التهويدية والاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى بحلول موسم الأعياد اليهودية، والتي ستبدأ بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر الحالي وتستمر حتى تشرين الأول أكتوبر القادم، هذا من شأنه أن يُنذر باشتعال الأحداث خلال الأيام المقبلة مما سيؤدي إلى تدحرج كرة اللهب المُحيطة بأسوار مدينة القدس والمسجد الأقصى وصولًا إلى مواجهة عسكرية شاملة، وهذا كما حدث في معركة سيف القدس أيار العام الماضي عندما ردّت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسّام عدوان الاحتلال الصهيوني عن القدس والأقصى .
ونتيجة للوضع الراهن وآخر الأحداث والمستجدات السياسية الفلسطينية في داخل مدينة القدس والمسجد الأقصى عقدت الفصائل الفلسطينية الخميس الماضي اجتماعًا مُهمًا في مدينة غزة بدعوة من حركة حماس لمناقشة جملة من القضايا السياسية والوطنية أبرزها الاعتداءات الصهيونية التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك حيث تصاعد وتيرة الانتهاكات والاقتحامات المُمنهجة وتدنيس المسجد الأقصى من قطعان المستوطنين.
ومن الجدير ذكره بأنّ حركة حماس والفصائل المُجتمعة معها أكدت على دعوة الشعب الفلسطيني في كل الساحات إلى أوسع حراك شعبي وجماهيري نُصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى حشد أهل الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية بشكلٍ خاص، كما وجّهوا دعوات لِتسيير القوافل والحافلات وشدّ الرحال للرباط في المسجد الأقصى لِصدّ المستوطنين عن تدنيسه واقتحامه، هذا بالإضافة إلى ضرورة التحرك على نطاق واسع للاشتباك الشعبي مع العدو الصهيوني في كل نقاط التماس، وحتى يتم قطع طرق المستوطنين والاشتباك معهم في كل مكان، لاسيما مع الاستعدادات القادمة والمتوقعة بإحياء الطقوس التوراتية، والتي تستوجب على الشعب الفلسطيني المُتواجد في الشتات التحرك العاجل سواء أكان بالوقفات التضامنية أو الاعتصامات الجماهيرية الحاشدة المُناصرة للقدس والأقصى وتحديدًا أمام سفارات الاحتلال؛ رفضًا لممارساته الإجرامية بحقّ القدس والأقصى.
وفي الوقت الذي يتعرض له المسجد الأقصى لانتهاكات صهيونية خطيرة واقتحامات متواصلة تقوم سلطة محمود عباس بِحملة اعتقالات مسعورة ضد الشباب الثائر المجاهد والرافض سياسات الاحتلال الصهيوني بحقّ المقدسات الإسلامية، ويُذكر بأنّ حملة الاعتقالات التعسّفية طالت كل من الشابين مصعب اشتية وعميد طبيلة، وقد عمّ الغضب أرجاء الشارع الفلسطيني نتيجة اعتقالهما، وفي متابعة لردود الأفعال حول الاعتقال السياسي أكدت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في اجتماع الخميس الماضي على رفض الاعتقالات السياسية كافة ونبذ سياسة مُلاحقة المقاومين من سلطة فتح وأجهزتها الأمنية، مُحذّرين من تداعيات وتأثير هذا الأمر على النسيج الوطني والسلم الأهلي والمجتمعي، ولذلك شدّدوا دعوتهم للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بِضرورة الإفراج عن البطلين مصعب اشتيه وعميد طبيلة، خاصة وأن استمرار اعتقالهما كما هو معلوم عن تعامل السلطة يُعرّض حياتهما للخطر الشديد، لا سيّما مع الأنباء التي تواردت عن نقل مصعب اشتية إلى سجن" مسلخ أريحا" سيئ الصيت والسمعة، وهذا من شأنه أن يُؤجج الوضع في الضفة الغربية المحتلة على السلطة وأجهزتها الأمنية التي تمارس التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني المغتصب للمقدسات الإسلامية.
وتبقى التوقعات حول تدحرج كرة اللهب، والتي ممكن ومتوقع لها أن تصل إلى اشتعال الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، و عندها ما ستؤول إليه الأحداث المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى ستظل قائمة ومستجدة وماثلة أمام أنظار الرأي العام الفلسطيني بشتّى مستوياته. وأخيرًا تبقى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسّام تترقب الأوضاع عن كثب وتراقب سلوك العدو الصهيوني، والذي يعلم جيدًا ما حققته معركة سيف القدس، ويُدرك بأنّ هناك من يُدافع عن القدس والأقصى بكل ما أُوتي من قوة.