اعلموا يا جماهير الشعب الفلسطيني الصابر الثائر المُقاوم في قطاع غزة والضفة والقدس والداخل المحتل أنّ حرب التحرير باتت على مقرُبة من أعتاب فلسطين المحتلة ومُقدَّساتها وأنَّ ثورة النصر آتية لا محالة فاستعدّوا لها وجهِّزوا العُدَّة واصطفُّوا صفًّا واحدًا، لأنّ لهذه الثورة المُشتعلة رجالًا أبطالًا مرابطين في أرض فلسطين يُدافعون عنها ببسالةٍ وشجاعة مُنقطعة النظير، يبذلون لأجل تحريرها الغالي والنفيس، يُقدِّمون الأرواح والمُهج رخيصة في سبيل الله ومن ثمّة فداءً للقدس والأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
فالدماء التي سالت على أرض قطاع غزة يوم أمس لن يتأخر رد المقاومة الفلسطينية لأجل الانتقام لها ولن تذهب هدرًا وستبقى وقودًا يُضيء طريق النصر حتى التحرير والتمكين على الرغم من الجراح والآلام والأحزان التي تعتصر القلوب حُزنًا على الفراق، وما قامت به طائرات الاحتلال الصهيوني من توجيه ضربة استباقية مُباغتة شنّت في أثنائها غارات مُكثفة استهدفت فيها عددًا من الأهداف المدنية في قطاع غزة، وقد ارتقى على إثرها 10 شهداء وما يزيد على 50 جريحًا منهم أطفال ونساء، وبكل تأكيد تلك الجريمة لن يذهب حسابها سُدًى وسيُقابل بردٍّ مُوحد من فصائل المقاومة الفلسطينية التي قالت كلمتها بأنّها مُوحدة في الموقف والميدان، وأنّ الاحتلال الصهيوني سيدفع ثمن حماقته وعدوانه الهمجي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومن المعلوم بأنّ الاحتلال الصهيوني يتعرض داخله لأزمات سياسية كبيرة بمختلف الساحات، ولعلّ ما يُثبت ذلك أنّه بدأ العدوان بارتكاب جريمة نكراء مُخطط لها باغتيال قادة في المقاومة الفلسطينية، وذلك لتصدير أزماته السياسية وتسجيل رصيد سياسي لقادته الصهاينة قبل عقد الانتخابات المُقررة مطلع نوفمبر القادم، ولكنّه واهم إن ظنّ أن بإمكانه أن يفرض معادلة جديدة على الشعب الفلسطيني ومُقاومته الباسلة في غزة قِبلة الأحرار وعنوان الصمود ورمز التضحية والتحدي وقلب الثورة التي ستقهر الاحتلال، وستبقى غزة شوكة في حلقه لن ينال من إرادتها ولن يكسر من عزيمتها.
ومن الجدير ذكره تأكيد أهمية توحيد كل الساحات الفلسطينية وإسناد المقاومة فيها ضد الاحتلال الصهيوني مع بذل كل الجهود والطاقات من مختلف القوى السياسية والأحزاب والفصائل الفلسطينية؛ للوقوف صفًّا واحدًا خلف المُقاومة التي لا ولن تقبل بكسر أو تغيير قواعد الاشتباك التي رسمتها في معركة سيف القدس في أيار العام الماضي، وأحدثت خلالها نقلة نوعية في إدارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني الذي انكسرت هيبته وفشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية وذهب للوساطة المصرية يستجدي حينها وقفًا لإطلاق النار.
أخيرًا لا بد من القول بأنّ الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة موحدة وتقف صفًا واحدًا في مواجهة عدوان الاحتلال الصهيوني، وستبقى الجبهة الداخلية في قطاع غزة عصية على الكسر تؤمن بأنّ لهيب المقاومة الفلسطينية ثورة نار وبارود يُشع لظى يحرق الاحتلال وعملاءه. ولن يتزعزع يقين أهل فلسطين وغزة قيد أنملة وستبقى ثقتهم بالمقاومة عاليًا مع إيمانهم التام بحتمية النصر والانتصار القادم وما ذلك على الله بعزيز.
يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.