ما علاقة حاخام يمني المولد عاش في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع العشرين بالقدس وبالمسجد الأقصى، حتى تجري جماعات يهودية متطرفة اليوم الخميس ٢٨ يوليو اقتحاما واسع النطاق لباحات المسجد الأقصى للاحتفال بذكرى مولد الحاخام المذكور؟! الاقتحام سيكون في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، أي مع صلاة الظهر في المسجد، والحفل سيرأسه الحاخام باروخ كاهانا.
العقل والمنطق يقول إنه لا علاقة لحاخام اليمن بالأقصى، ولا لذكرى مولده علاقة بالمسجد الأقصى البتة، وإن ما يجري من احتفاء بذكرى مولد الحاخام ليس إلا ذريعة لاقتحام الأقصى، وإقامة شعائر احتفال تلمودية في باحات الأقصى، تأكيدا لإصرار اليهود على اقتسام المسجد الأقصى مع المسلمين.
قوات الشرطة وحرس الحدود سيحمون عشرات المقتحمين للمسجد الأقصى، تحت مسمى الزيارة التي شرعتها اتفاقية الاحتلال مع الأردن. هذه الاقتحامات ليست زيارات عابرة، أو آخذة للعبرة، إنها اقتحامات تستهدف تمهيد الأرض للتقسيم، وتوطيد حق يهودي مزعوم في أجزاء من المسجد.
طبعا سيواجه المرابطون والمصلون هذه الاقتحامات لمنع اليهود من تحقيق أهدافهم القريبة والبعيدة في الأقصى، ولكن لا أعتقد أنهم قادرون على مواجهة الشرطة وحرس الحدود، ولكن قلة القدرة لا تمنعهم من القيام بالواجب الذي تركه وأهمله قادة عرب وقادة مسلمون.
الأقصى ينتهك حرمته وقدسيته المتطرفون اليهود بمناسبة وبغير مناسبة، وقادة الدول العربية بمعزل عما يجري في الأقصى، بل بعضهم يوسع علاقاته التطبيعية مع دولة الاحتلال، وكأن قضية الأقصى لا تعنيه بشيء، وهم الذين زعموا أنهم يطبعون مع (إسرائيل) لحماية الحقوق الفلسطينية، وحماية الأقصى.
كان يمكن للحاخام باروخ كاهانا أن يحتفل بذكرى مولد حاخام اليمن في أماكن كثيرة من القدس الغربية، والكنس اليهودية، لو كان غرضه الأساس هو إحياء ذكرى الحاخام، ولكن غرضه الأساس ليس إحياء الذكرى، وإنما هو الأقصى، واقتسامه، وفرض الحق اليهودي فيه بحسب أساطير توراتية مزعومة، ليس إلا!