فلسطين أون لاين

كامل علاونة.. وُلد مرتَيْن واستُشهد مرتَيْن!

...
الشهيد كامل علاونة
جنين-غزة/ أدهم الشريف:

في الأيام القليلة الماضية أحيا والدا الشهيد كامل علاونة وأشقاؤه ذكرى استشهاده التاسعة عشرة في منطقة الباقة الغربية شمال الداخل المحتل عام 1948م، ويوم أمس، شيع الوالدان ابنهما الآخر إلى مثواه الأخير في جنين شمال الضفة الغربية، الذي يحمل اسم شقيقه الشهيد نفسه الذي قضى بنيران الاحتلال في 26 يونيو/ حزيران 2003.

فعندما استشهد كامل وهو يبلغ (19 عامًا) قبل 19 سنة من الآن، رُزق والداه بطفلٍ آخر سمياه "كامل" تيمنًا به.

والذي لم يكن يعلمه أحد قط أن كامل -شريك شقيقه الشهيد في الاسم- سيقضي وهو في نفس عمر شقيقه، وفي ذكرى رحيله أيضًا في إثر إطلاق قوات الاحتلال المتوغلة نيرانها صوبه في جنين.

وحسب ما أفاد معتز علاونة، شقيق الشهيدين، فإن قوات الاحتلال أصابت شقيقه كامل، مساء أول من أمس، برصاصة في منطقة البطن واخترقت الخاصرة اليمنى، قبل أن تخرج منها مسببة نزيفًا حادًّا وتهتكًا شديدًا في الكبد والأمعاء، إضافة إلى رصاصة متفجرة أحدثت تهتكًا شديدًا في كوع الساق اليمنى.

لقد صنع جيش الاحتلال بجريمته هذه مشهدًا لن يمحو الزمان رسومه من الذاكرة وإن طال، ولن ينساه والدا الشهيدين اللذين فقدا اثنين من أبنائهما رحلا تاركين خلفهما 4 أشقاء وشقيقتين، أكبرهم يبلغ (39 عامًا)، وأصغرهم (21 عامًا).

وتنحدر عائلة الشقيقيْن الشهيديْن من بلدة جبع في مدينة جنين.

وكامل الذي استشهد في 2003، قضى في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال في منطقة الباقة الغربية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

وفي التفاصيل، تروي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، على موقعها الإلكتروني قصة الشهيد كامل الأول، أنه في اليوم التالي لإنهائه اختبارات الثانوية العامة، شارك في مهمة جهادية مشتركة بين كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، توجه خلالها إلى منطقة الباقة الغربية، لكنه فوجئ بوحدات من حرس الحدود التابعة لجيش الاحتلال، واستشهد حينها مع رفيقه خالد عيسة.

وتفيد القسام بأن من الأسباب التي أدت إلى استشهاد علاونة والعيسة توافق مرورهما في منطقة باقة الغربية مع قيام مجموعة أخرى من المقاومين بقتل مستوطن في نفس المنطقة يعمل في شركة "بيزك" الإسرائيلية، ما أدى إلى انتشار مكثف لقوات الاحتلال وقع ضحيته الشهيدان.

ومنذ ذلك الحين يحتجز الاحتلال جثمان علاونة والعيسة، لكن قواته لم تتمكن من احتجاز جثمان كامل الذي قتلته داخل جنين في إثر توغلها المتكرر بقوات مدججة بأنواع مختلفة من الأسلحة.

وقال معتز، شقيق الشهيديْن، إن العائلة فوجئت بنبأ إصابة كامل (الثاني) ومن ثم نقله إلى المستشفى، لقد كان في فترة اختبارات ثانوية عامة، وتبقى له اختبار واحد فقط.

وعرف كامل بأخلاقه الحميدة بين عائلته والجيران وأصدقائه، وكان يحكي دائمًا أنه يريد الشهادة، بحسب شقيقه معتز.

أما عن والد الشهيدين، عبد الله كامل علاونة، فهو محرر أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 12 سنة، وقد شارك في الثورة الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي، بحسب نجله معتز.