فلسطين أون لاين

​"الجماعة الإسلامية": التخاذل العربي شجع الاحتلال على المضي في تهويد الأقصى

...
فلسطينيون يؤدون الصلاة أمام الأقصى احتجاجاً على البوابات الالكترونية (أ ف ب)
طرابلس / غزة - أحمد اللبابيدي

أكدت الجماعة الإسلامية في لبنان، أن التخاذل العربي الرسمي شجع الاحتلال الإسرائيلي على المضي في مخططاته الرامية إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، منوهًا إلى أن حالة العداء مع المقاومة الفلسطينية وتجريمها عربيًا بمثابة صك للاحتلال لينفذ ما يشاء من مخططات وجرائم.

وقال المسئول السياسي للجماعة إبراهيم نافع في اتصال هاتفي لـ"فلسطين": "إن الاحتلال لم يشعر بحالة من الارتياح كما يشعر اليوم نتيجة مجاهرة الأنظمة العربية بالسعي إلى التطبيع معه، وحذفه من قائمة العداء التاريخي منذ احتلال فلسطين"، مؤكدًا أن الاحتلال يدرك أهمية استغلال الفرصة التاريخية التي يحظى بها حاليًا لتمرير مخططاته.

وأوضح أن الناظر إلى التحركات العربية الرسمية منذ إعلان الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى يجدها تتحرك في اتجاه احتواء الأزمة ليس دفاعًا عنه بل حفاظًا على أمن الاحتلال ومشاريع التطبيع معه.

وشدد على أن انفجار الأوضاع إلى انتفاضة شعبية عارمة في الأقصى يعني وضع حد للمشاريع العربية الإسرائيلية "المشبوهة"، أو تأجيلها على الأقل، وهذا ما لا تريده أنظمة العرب.

وأضاف نافع: "لا يمكن تفسير حالة الصمت المريب للأنظمة العربية إزاء ما يحدث في المسجد الأقصى إلا باعتباره تواطؤا"، لافتًا إلى أن إجراءات الاحتلال الأخيرة لم تكن ردة فعل على العملية الفدائية في باحات "الأقصى" بل هي جزء من مخطط مدروس ومعد له مسبقًا.

وتابع: "إن الشعوب العربية تدرك حجم التخاذل الرسمي إزاء ما يحدث من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وقضيته منذ أمد بعيد، لذلك فهي لا تراهن على أي تحرك رسمي، ورهانها الوحيد على الفلسطينيين وحدهم كونهم من يدافع عن كرامة الأمة بأسرها وليس عن فلسطين".

ونوه إلى أن التضامن الشعبي مع ما يحدث في القدس المحتلة كبير جدًا رغم المآسي السياسية التي تعيشها الشعوب نتيجة ما تشهده من أحداث خاصة بعد أحداث الربيع العربي.

وشدد القيادي الإسلامي على أن الجميع يدرك أن ما يحدث في الأقصى يحتاج إلى أكثر من التضامن والتعاطف لكن هذا ما تملكه الشعوب بفعل سطوة الأنظمة وقمعها لكل حراك شعبي يلتف حول قضايا الأمة وقضية فلسطين خاصة، معربًا عن أمله بأن يأتي اليوم الذي تنتفض فيه الشعوب دفاعًا عن فلسطين وقدسها معلنةً عن معركة التحرير والخلاص من الاحتلال وأذنابه.