وبدأت الإجازة الصيفية للمدارس، الإجازة تعني أن عشرات الآلاف من طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية يجلسون في بيوتهم، يعيشون الفراغ، وينشرون الشغب الطفولي والصبياني في بيوتهم، وفي الشوارع، وربما تسمع كثيرا من الآباء والأمهات يتأففون منهم ومن الإجازة، ويقولون: كانت المدراس رحمة لنا. متى تنتهي الإجازة ونرتاح؟!
الواقع أن ثمة فراغًا كبيرًا وطويلًا في الإجازة الصيفية، وثمة مشاغبات وتعب في البيوت بسبب حركة الأولاد، لا سيما مع ضغط انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ومع ارتفاع درجات حرارة الصيف، حيث يبدو أن صيفنا في هذا العام حار، وحار جدا، ولا مال كافٍ لشمة الهواء والفسح، في ظل ارتفاع الأسعار، وقلة الدخل الشهري، وانتشار البطالة. مشاكل بعضها فوق بعض إذا أخرج الأب يده للحل لم يكد يراها.
الطفل والصبي إذا شعر بالفراغ شاغب وذهب للعب غير مجدٍ، وإذا لم يكلف بعمل مفيد ذهب لعمل غير مفيد، وهنا نقول إن مناط الحلّ بيد الأباء والأمهات، إذ عليهم إشغال أوقات أولادهم بأعمال مفيدة، ومنها مثلًا الإلتحاق بدورات تعلم تلاوة القرآن، ودورات تحفيظ القرآن، ودورات رياضية كالكراتيه، والسباحة، ودورات تعلم مهارات الكمبيوتر، واللغات، وخلاف ذلك.
الفراغ يعالج بالعمل. والمشاغبات تحل بالرياضة المفيدة والموجهة، واللعب واللهو وتمضية الوقت يمكن تعديله باللعب المفيد الهادف لتنمية المهارات. المهم يجدر بالآباء ألا يتركون أولادهم للشوارع ورفقاء السوء، ولا يتركونهم نهبا للجوال وما فيه من مشاهد تقدم الرذيلة للترفيه.
(الفراغ واللعب، والعبث، والجوال) ، من أمراض الصيف والإجازة، وقد تصبح أمراضًا مزمنة تصاحب الطفل والصبي بعد العودة للمدرسة، لذا وجب على الآباء الحذر.
إن خير مكان لقضاء إجازة مفيدة هو المسجد أولا، ثم دورات التدريب الرياضي ثانيا. المكان مهم، والزمان مهم، وعلى الآباء تقع مسئولية التوجيه والقيادة، والله المستعان.